بقلم / عبد الله الصعفاني
* أتفهم رغبة رئيس التحرير زميلنا الأستاذ عبدالله علي صبري بأن لا أكون حاداً على غير طبيعتي لأننا بالفعل في هذه البلاد بحاجة لأن نغادر كل مواقع التوتير إلى وظائف لا تلغي دور رجال إطفاء الحرائق .
* وبالفعل .. كفاية علينا حرائق الواقع وهذا النفخ القادم من شبكة الإعلام الإلكتروني الذي يجري فيه تصنيف الناس والأحزاب والكتل الجهوية إما إلى شياطين وإما إلى ملائكة .. هكذا بالمطلق وبطريقة توحي كما لو أن الله خلقنا لتدمير اليمن بكل هذه السجالات التي تكفي كثيرها لأن تلقي بأصحابها سبعين خريفاً في جهنم .

* وكل من يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ويرتاد المساجد وحتى المقايل قد يلمس الحدة هنا وهناك في القضايا السياسية لكن ذلك لن يلغي حقيقة أن الشعب اليمني متجانس وليس من عقد مذهبية على هذا النحو الذي يتبناه المسكونون بأوجاع شخصية ومناطقية داخل الشبكة العنكبوتية وفضائيات التحريض والفتنة .

* وعلى غير ما ذهبت إليه قناة فضائية سيئة السمعة في عام 2011 من أنني فاعل إعلامي إلكتروني خطير فإن علاقتي كانت وما تزال بهذا النوع من الإعلام الجديد شديدة الشبه بعلاقة جدادتنا باللغة الصينية غير أنني منذ أيام فقط بدأت أزور بعض المواقع والصفحات والحسابات الشخصية بمشاعر من يحاول اقتحام حقول الألغام ، ربما لأن الإنسان عدو ما يجهله وربما مدفوعاً بفضول صحفي متأخر .. فماذا وجدت ؟

* بالفعل وليس المجاز وعلى رأي عميد المسرح العربي يوسف وهبي " ياللهوووول " من مفسبكين ومفسبكات ومأنترين ومأنترات وماشطين وماشطات " ناشطون " يتنفسون لغة طائفية مقيتة تجعل جديد العهد على هذا العالم يراوح بين التوجس خيفة والتميز غيظاً .. كأن هؤلاء في مهمة زرع المزيد من الكراهية والأحقاد والفتن والتشظي .
* هااااه كيف رأيت العالم الافتراضي يا من تتردد في دخول الشبكة العنكبوتية مردداً دائماً الحمدلله الذي عافانا مما ابتلى به كثيراً من عباده ، هكذا قال لي من يتابع بداياتي الفضولية .

* قلت له : إني أراني لا أعصر خمراً ولا أرى آخر يصلب وتأكل الطير من رأسه وإنما أراني أُطل على مقلب الأزرقين من " تبّة " وبيدي عصا طويلة ، فما إن أنبش هنا حتى أفاجأ بمنشورات هي عبارة عن حيوانات نافقة لها روائح تزكم الأنوف وتعبث بالعقل والضمير مثابرين على أن يتركوا العواصف تأخذ بوطنهم بعيداً ..
* ويا ألف سبحان الله على مثابرين في تمزيق مجتمع مسالم ومتعايش ، منطلقين من جهل المغادرين لأمية القراءة والكتابة إلى وحشية فكرية متمادية تتغذى من أحقاد تريد للوطن أن يتحول إلى شبكة غاية في العدوانية والتوحش .

* لقد أردت من هذه التجربة الفضولية أن أنفذ إلى الأعماق في الإعلام الجديد فإذا به لا يختلف عن الإعلام البرجماتي الفضائي البليد إلا بالنابي من الكلام والسفيه من مفردات الشتيمة حيث الثرثرة بالأنا كأسوأ ما في انعكاسات النفوس المريضة الخاوية .
* وليس من ختام لحديث الصدمة سوى استنهاض الضمائر الحية والقلوب الصادقة بأن نفتح العقول على تجليات الحكمة اليمانية الضائعة .. ومن يدري لعل الله يرد كل عاق لوطنه إلى الحق رداً جميلاً .
* ودائماً.. اللهم احفظ اليمن وأهله من كيد الكائدين واستكبار وعبط الظالمين .. آآآمييين .
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس