بقلم / أحمد عبدالله الشاوش

تُثبت الأيام والشواهد كثيرة أن عتاولة مجلس الامن الدولي مجرد تجار حروب ، وصناع أزمات ، ورجال مافيا ، ومسعري حروب ، وأن المنظمة الدولية للأمم المتحدة التي أنشئت أساساً لحفظ السلم والامن الدوليين ، طبقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والذي منحته سلطة قانونية على حكومات الدول الأعضاء تجعل قراراته ملزمة وفقاً للمادة الرابعة من الميثاق بعد أن قُتل وشرد مئات الملايين ابان الحربين الأولى والثانية ، والحرب الباردة وماتلاها من حروب ساخنة ، نتيجة لطغيان الدول الكبرى ونزواتها الجامحة وانحرافها السياسي الذي مكنها من التمرد على كل المبادئ الإنسانية والقانونية والأخلاقية والأعراف الدولية التي ضحى من اجلها الملايين وكانوا بمثابة القرابين لقوى الشر من اجل تحقيق التعايش السلمي واحلال الامن والاستقرار العالمي.

وبانحراف الدول " الخمس " الكبرى التي هيمنت منذ اللحظة الأولى للتأسيس على المقاعد الدائمة وفقاً لمعايير القوة وانتصاراتهم التي تحققت في الحرب العالمية الثانية .عن تلك المثل العظيمة وغفلة الشعوب واختلال الموازين ، تحول لاعبيها الى تجار بالمقاولة وأشبه بنوادي القمار ومدمني لعبة الموت والدمار عبر ممارسة البغاء السياسي والابتزاز الإنساني وانصهار الكثير من المنظمات الدولية العاملة في دهاليز حقوق الانسان في " بوتقة " الوحوش الخمسة الذين تفننوا في ممارسة " السحر " بأذكاء الحروب وسلخ الأوطان وتمزيق نسيجها الاجتماعي وعلى وجه الخصوص دول العالم الثالث الغارقة في الصراعات المبرمجة وفي مقدمتها الوطن العربي الذي ما أن طرد الاستعمار من الباب حتى عاد من النافذة مستغلاً خلافات أبنائها وطموحهم الغير مشروع الى السلطة والتسلط.

وبوحشية لا نظير لها مارس " مصاص الدماء " الأمريكي كل الأساليب الجهنمية المدمرة للحياة الإنسانية بابتزازها ورفد الخزينة الامريكية بالمال السُحت وعَرق الشعوب في محاولة لانعاش الاقتصاد الأمريكي المتعثر بعد ان برزت الكثير من القوى الاقتصادية الصاعدة وفي طليعتها المارد " الصيني" وغيرها ، نتيجة التهاء وحوش واشنطن بالحروب العبثية والمدمرة واخضاع الدول بالحصار كما حدث ويحدث في أفغانستان ، والعراق وايران وسوريا ومصر وليبيا واخيراً اليمن ، وزادت في غيها بدعم المرتزقة في العالم والتعامل مع المنظمات الإرهابية ذات الطابع العقائدي المفلس من تحت الطاولة سابقاً وفي وضوح الشمس حالياً ، ولتفرده بالقوة والجبروت جعل من الأمم المتحدة ومجلس الامن والجنائية الدولية اشبه بمكاتب مقاولات قذرة تمارس القمع والتسلط والابتزاز ضد كل دولة تحاول الاستقلال بقراراتها الجيوسياسية وثرواتها ومنافذها الاستراتيجية وتطلعها الى مواكبة العصر التكنولوجي ودخول النادي النووي ، حتى لو أدى الامر بأمريكا الى التهديد بالبند السابع وتحريك الاساطيل على دول تعاني من البطالة وتبحث عن الطعام وسبل التنمية واللحاق وراء العلم .

ويجاريها في هذا الابتزاز كل من بريطانيا والمانيا وفرنسا وروسيا وغيرها من أصحاب القناعات المتلونة والعصى الغليظة .. وما العدوان " السعودي " الحاقد و الإبادة التي يتعرض لها الشعب اليمني إلا خير شاهد على مدى الانحطاط والصفقات المشبوهة والرشاوى التي سال لها لعاب تجار البشر والقضية السورية مثال آخر على مدى تقاسم المصالح ونقاط الالتقاء والاختلاف بين مافيا القوى الدولية التي لا تؤمن بصديق ولأعدو وانما بماتجنية من مصالح مدعومة بخدمة الدفع المسبق ، في حين ينحاز الكل الى جانب " إسرائيل" او السكوت عن جرائمها الوحشية ومجازرها وتدميرها للمدن السكنية وتشريد مواطنيها وإقامة المستوطنات وضربها لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي والمنظمات الدولية عرض الحائط ، دون تفعيل البند السابع الذي ما اقر الا لتعذيب الدول المستضعفة ، ناهيك عن الانحطاط الأخلاقي لبعض قوى حفظ السلام للأمم المتحدة التي مارست الكثير من جرائم القتل الغير مبرر , والاغتصاب ضد الطفولة في بعض دول افريقيا واسيا وبؤر التوتر دون عقاب مما سبب احراجاً كبيراً للمؤسسة الدولية وامينها العام.

وفي سبيل تلك المصالح القذرة يستمر مسلسل الجرائم والابتزاز الرخيص وتستعين الدول الكبرى بآلة الدمار الإعلامية الجامحة لتظليل شعوبها وشعوب العالم بتحريف المعلومة وتزوير الحقائق والتقارير والصرف على ترسانة من المحللين العسكريين والإعلاميين والصحافيين والكتبة المنحطين في التسويق للباطل وغزو وتدمير الأوطان وخلق رأي عام مزيف ، وفقاً لاهوائها ومصالحها المشبوهة التي تثير الازمات وصناعة المشاكل والدعوة للاقتتال والفوضى وتغذية بؤر التوتر وتفجير الصراعات في سبيل المقامرة السياسية ، ومحاولة تقمص دور " حمائم السلام ".

بعد ان دربت ودعمت المرتزقة والمتمردين على دولهم وقياداتهم بالدعوة لتدويل القضايا الهامشية من اجل احكام السيطرة على الدول وابتزازها وايصال مرتزقتها الى كراسي الحكم بأساليب حقيرة عبر الدعوة الى جلسات طارئة واستثنائية واستخدام الفيتو والتهويل في نقاشاتها واجتماعاتها وقراراتها " البيزنطية " ، واحباطها لبعض القرارات النادرة ضد إسرائيل والتي لم تطبق حتى اللحظة من اجل اذلال وتركيع الشعوب ، حتى غدة المنظمة الدولية الى مافيا لإدارة وصناعة وتسويق الازمات وعصابات تُعنى بأعدام البشر والشجر ..

وأخيراً هل تنتصر الشعوب لقضاياها بأعاده تقويم سلوك المنظمة الدولية ووقف اجرامها في حق الشعوب وتعويض خسائر الدول التي تعرضت للعدوان والتآمر من دهاليز مجلس الامن والزامها بتطبيق القوانين والمواثيق الدولية على الجميع ، مالم فالأشرف لبلدان العالم الثالث والدول الشريفة الانسحاب من هذا العدو القاتل والمفيا المتاجرة بالبشر والشجر والحجر ؟

Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس