بقلم/د.محمد عبدالله الحورش
في العام المشؤوم (2011) اتفقوا ورسموا وخططوا على اسقاط النظام اللي كان صمام امان البلاد وحصنه المنيع وبدون مزايدة وكذب وتضليل ..وفعلا اسقطوا النظام، وأقاموا الفوضى ، وشرعنوها باسم الدين ولا زالوا الى الان..!!
اربع سنوات ونصف واليمن يعيش في دوامة مظلمة ونفق قاتم اسود لم يرى النور الى اليوم..بأسم الاسلام وبشعارات الحرية..شركاء ساحة الدجل والتضليل والعمالة..دمروا البلاد..جعلوها دموية بأمتياز...احرقواالحرث والنسل..ارجعونا الى الوراء عشرات السنين..فقر..بطالة ..جوع..مرض..جهل. .خوف..قتل ..دم..انفصال..احقاد..ضغائن..قضوا على كل شي جميل في هذا البلد..اشاعوا الطائفية..نشروا المذهبية..شرعنوا للمناطقية.. تحدثوا بلغة العنصرية..أظهروا الجهوية..
ادخلوا علينا ثقافات وتصرفات وسلوكيات ليست في الدين بل وليست في قوانين الحياة في شيء ..(اقتحام منازل اليمنيين من قبل اليمنيين..تفجير بيوت ومساجد اليمنيين من قبل اليمنيين..تعذيب وقتل الاسرى اليمنيين من قبل اليمنيين..سحل القتلى اليمنيين في الشوارع والتمثيل بجثثهم من قبل اليمنيين..و...و...الخ)..سقوط اخلاقي وانساني بكل ماتعنيه الكلمة من معنى..هل هذه اخلاق اهل حكمة وايمان..لا ورب الكعبة..هل هذه تصرفات اهل المدد..لا والذي نفس محمد بيده..
هل هذه سلوك الأرق قلوبا والالين افئدة..لا والله..وفي نهاية المطاف يأتي كل طرف ليعلن ان هذه الاعمال هي من الاسلام وفي خدمة الاسلام ، والاسلام والله منهم براء..ونسوا او تناسوا قوله صلي الله عليه واله وسلم: "مازال المر في فسحة من دينه مالم يصب دم حرام"..
واصبح كل طرف يطلق على قتلاه شهداء ، وانهم في الجنة ، وان قتلا الطرف الآخر في النار ، وكأن مفاتيح الجنة والنار اصبحت في ايديهم بل وتحت تصرفهم(استغفر الله) ..ونسوا بل ويتناسوا قوله صلى الله عليه واله وسلم:القاتل والمقتول في النار".....
ياشركاء الساحة..يا اهل الدين والاسلام كما تزعمون.. اتقوا الله في هذا الشعب ان كان لازال فيكم ذرة من تقوى..ارحموا هذه الامة ان كان لازال فيكم ذرة من رحمة..تنازلوا من اجل هذا الوطن ان كان لازال فيكم قليل من عقل...
يكفى دماء..يكفى قتل..يكفى حروب..دعوا هذا الشعب وحاله..دعوه يعيش بأمن وامان وسلام....
نداء أخير : اذا اردتم ان تنهوا هذا الصراع وهذا الاقتتال وهذه الحرب فعليكم بالالتزام بأربعة أشياء:
- الاعتراف بالاخر.
- عدم الانكار على الاخر في ظل الثوابت الوطنية والأسس الدينية.
- التنازل من اجل هذا الوطن وهذا الشعب.
- التعايش مع بعض وطي صفحة الماضي.
بغير هذه المبادئ الاربعة لن تحل المشكلة ولن يرى الوطن بصيص أمل..
