بقلم / عبدالرحمن بجاش
باقتدار ولغة رفيعة قدم الثنائي رضية المتوكل وعبدالرشيد الفقيه في منتدى التبادل المعرفي ملخصا بانوراميا مكثفا عن منظمة ((مواطنة)) التي يتسنمان الاشراف عليها, وقدما لمحة عن حقوق الانسان التي يعملان على صيانتها ((بقدر ما تتيح لهم الظروف )) المحيطة بالمشهد العام , تأكد لي كم هي العملية مجهدة, في لحظة تتداخل فيها تفاصيل المشهد الذي يبدو أن الكل فيه يصارع الكل , فيتبين لك أن اليمني العادي يكاد يكون غير موجود ولا دخل له بما يحدث باسمه !! , بل هو الضحية الأول لصراع النخب ؟؟ , وبسؤالهما عن مدى التنسيق بينهم كمنظمة وبقية مكونات المشهد المدني وحقوق الإنسان , تبين أن ((منظمات المجتمع المدني)) , أغلقت أبوابها , ولحق كل مالك بالجهة التي يرى أن الفائدة من وراها أكثر وأكبر !!! .

في مثل هذه اللحظات كل للأسف الشديد فكر بمصلحته الخاصة وتخلى عما قال يوم أنه يدافع (( عنهم )) , في حقيقة الأمر هو تاجَرَ بهم قدر ما استطاع (( 7500 منظمة )) !! . جرني الحديث عن حقوق الانسان الى هذا الصمت المريب للمنظمات أو الاتحادات الابداعية تحديدا , إذ لا حس ولا خبر , وينطبق عليهم ما قاله أحد الأصحاب في الفيسبوك (( كل مهموم برأسه )) ففضلوا الصمت !! . أنا وغيري لا نطلب منهم أن يحملوا السلاح في وجه أحد , ولا أن يتعصبوا لأحد , المطلوب توضيح ما يفترض أن يوضح من تفاصيل المشهد للناس , للرأي العام , مطلوب فقط أن يخرج نقاش الدواوين إلى العلن , فنحضر هنا ندوة , وهناك حلقة نقاشية , وهناك محاضرة, اجابة عن أسئلة كثيرة في اذهان العامة, لا يجدون اجابات عنها , فيجدون أنفسهم مضطرين أن يكونوا مع هذا ضد هذا, ليس عن قناعة , بل معظم الوقت (( مع اخوتك مخطي ............)) .

الكل في بيات , والكل يرفع شعار (( اللهم رأسي وحدي )) و (( حوالينا لا علينا )) , وما بدى اهلا به !!!. كيف يمكن لنا أن نقبل بصمت اتحاد الادباء مثلا ؟؟ وهو الذي رفع صوته عاليا يوم أن كان الكل صامت , واليوم يصمت في الوقت الذي عليه أن يقول شيئا !! , صمته بالذات مريب !! , أما لو اخذنا في الطريق نقابة الصحفيين , فمجلسها التنفيذي قد حولها إلى (( لجنة اصدار البيانات )) , اكثر من البيانات فلم يعد لها دور . يقيني أن الاتحادات المهنية والابداعية يمكن لها أن تقول شيئا ولا بد أن تقول , ربما يساهم في اخراجنا مما نحن فيه , حيث تاهت البوصلة تماما , وصارت تدور في كل الاتجاهات , ولم نعد نسمع عن الاتجاهات الاصلية الا ما هو مكتوب في منهج الجغرافيا العقيم كمنهج التاريخ المزور !!! , نحن اليوم جميعنا تحولنا الى مجرد أدوات لا حول لنا ولا قوة , حتى السؤال لم نعد نُسأل عن مصير بلد لا تدري أين تذهب به مصالح الآخرين !! , صرنا في صالة الانتظار لا اقل ولا أكثر , اذ لم يعد لنا دور حتى دور كومبارس !!! , الحنحنة عندنا , والفائدة خارج حدودنا ...

هل تعي منظمات ما قبل 2011 الحالة البائسة التي هي عليها , وبالتالي تخبط الناس في البحث عن أنفسهم .....

نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس