بقلم / هشام الهبيشان
مدينة "تعز" بموقعها الاستراتيجي بخريطة العمليات العسكرية اليمنية تحتل أهمية استراتيجية باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتد على طول الجغرافيا اليمنية فهي نقطة وصل بين جنوب وجنوب شرق و شمال اليمن، ولها أهمية استراتيجية كبرى بخارطة المعارك السابقة والمقبلة بجنوب غرب وجنوب شرق وشمال اليمن بشكل عام وفي سلسلة معارك جنوب اليمن بشكل خاص.

اليوم يتحدث معظم المتابعين لمسار المعارك بالجنوب اليمني ، ان الانتفاضة الأخيرة والمعارك التي أنجزها الجيش اليمني وحلفاؤه بمدينة تعز،ما هي إلا هدف من سلسلة أهداف استراتيجية كجزء من خطة ورؤية أكبر ،لمسار الحسم العسكري والانتفاضة الكبرى على كافة البؤر التي يتواجد بها مجاميع مسلحة "متمردة" فوق الجغرافيا اليمنية،ومن هنا نقرأ أنه وبعد سلسلة خسائر متلاحقة منيت بها المجاميع المسلحة على مختلف مسمياتها وتصنيفاتها بمدينة تعز،ان المعركة أصبحت أكثر وضوحاً مع عودة تمدد الجيش اليمني وحلفائه بمناطق واسعة بمدينة تعز ومحيطها .

فبعد العمليات النوعية والخاطفة أنجز الجيش اليمني وحلفاؤه إنجازاً كبيراً بتحريره مساحات واسعة من مدينة تعز كانت قد تسللت اليها المجاميع المسلحة الموالية للنظام السعودي وبغطاء جوي من طائرات النظام السعودي ،وهنا يقول القادة العسكريون اليمنيون ،أنه وبعد هذه العمليات وتحقيق الأهداف العملياتية والاستراتيجية لها بمدينة تعز،اتجهت خطط القادة الميدانيين بالجيش اليمني وحلفائه ،على مختلف صعدها العملياتية والتكتيكية ،إلى استكمال التمدد مجددآ والسعي للعودة إلى بعض المدن والبلدات التي سقطت بيد أطراف العدوان على اليمن بمناطق الجنوب اليمني،وقد نجح الجيش اليمني وانصار الله بالفعل وبعملية نوعية وخاطفة بضرب أولى الخطوط الهجومية للمجاميع والميليشيات المسلحة بمناطق واسعة من مدينة تعز وماحولها .

اليوم وبعد ان أسترد الجيش اليمني وحلفاؤه زمام المبادرة العسكرية ،وبدأو يعدون العدة لمعارك كبرى بجنوب اليمن ، بعد أقتراب حسم معركة تعز ،يتضح وبشكل دراماتيكي ان العمليات العسكرية للجيش اليمني وحلفائه لن تتوقف عند حدود مدينة تعز، بل من الواضح من خلال تحركات الجيش وحلفائه ان المعركة بدأت تأخذ حركة دراماتيكية متسارعة على طول الجغرافيا اليمنية فالجيش وحلفاؤه توسعوا بمعاركهم على مختلف الجبهات بالجنوب الشرقي والجنوب الغربي لليمن وخصوصاُ بعد الانهيارات المتلاحقة بصفوف هذه المجاميع المسلحة بمدينة تعز ،وهنا يقول بعض الخبراء العسكريون :إنه بعد العمليات النوعية للجيش اليمني وأنصار الله بمدن الجنوب السعودي الحدودية مع اليمن "جيزان ونجران "،والمتمثلة بالسيطرة على مواقع حدودية عسكرية سعودية وأسقاط طائرات سعودية ،أن هذه العمليات بحد ذاتها هي علامة فارقة بمسار الحرب العدوانية السعودية على اليمن .

ختاماً ، من الواضح ان حركة المجاميع المسلحة "الموالية لهادي "التي تحارب اليوم الجيش اليمني وحلفاءه بدأت بالتراجع والواضح أنها ستستمر بسلسلة الانهيارات التي عاشتها هذه المجاميع بمدينة تعز ولن تتوقف عند حدود مدينة تعز بل من المتوقع ان تمتد إلى محافظة عدن وغيرها،وخصوصآ بعد ظهور تنظيم القاعدة كقوة رئيسية مسيطرة ببعض المناطق الجنوبية ومنها بعض مناطق مدينة عدن"التواهي " ، ومن هنا نقرأ ان المعركة بمدينة تعز ستكون لها تداعيات مستقبلية على طبيعة المعركة ككل على الاراضي اليمنية ،ومن هنا سننتظر مسار المعارك على الارض اليمنية خلال الايام العشر المقبلة للأستيضاح أكثر عن طبيعة ووجهة المعركة المقبلة للجيش اليمني وحلفاؤه على الأرض اليمنية،ومسارات الحرب العدوانية السعودية على اليمن.

*كاتب وناشط سياسي –الأردن.

hesham.awamleh@yahoo.com
نقلا عن موقع الاردن العربي

حول الموقع

سام برس