بقلم / علي البخيتي
التحالف العربي الذي تقوده الرياض يسقط المدن اليمنية في مربع الحرب الأهلية الواحدة تلو الأخرى، ولم يتمكن من تقديم نموذج ايجابي واحد في اي من المناطق التي خرج منها الحوثيون، فالفوضى والاقتتال بين المجموعات المسلحة وانتشار المجموعات الارهابية بشكل علني هي المظاهر العامة للمدن التي يقال لنا أنها تحررت من سيطرة الحوثيين.
إذا كان ذلك تحريركم فخلونا على احتلال الحوثيين لنا، على الأقل عارفين لهم ولحدود قمعهم، وسنعارضهم ونختلف معهم ونهاجمهم، فكله يهون ولا الذبح وتعليق الناس في الشوارع وسلخهم كالذبائح من الأنعام، كله يهون ولا اعدام الأسرى وسحلهم في الشوارع وصلبهم، كله يهون ولا تهجير كتل سكانية تحت وقع التحريض المناطقي أو المذهبي.
في صنعاء وتحت سلطة الحوثيين القمعية يعيش اليمنيون بمختلف انتماءاتهم المذهبية والمناطقية دون ان يشعرون انهم مستهدفون بسبب منطقتهم او مذهبهم.
سننتظر على أحر من الجمر نماذج ايجابية في المدن التي سميت أنها محررة، وإذا ما اصبحت مستقرة وتوجد فيها سلطة تحترم نفسها وقانون وعدل ويتوفر فيها مناخ ايجابي للحريات العامة والخاصة والسياسية، عندها سنخرج في ثورة ضد سلطة الحوثيين.
اما اسقاط المدن اليمنية في الفوضى الواحدة بعد الأخرى دون وجود مشروع او رؤية او برنامج لما بعد المعركة فغير مقبول، وسنقاوم ذلك مهما كانت العبارات والوعود جميلة، فالنموذج السوري والعراقي والأفغاني والليبي ماثل أمامنا، اضافة الى النموذج الذي اتضحت معالمه أخيرا في المدن اليمنية التي تم اخراج الحوثيين منها، فنفس الداعمين لما يسمى بالتحرير والمقاومة والثورة في تلك البلدان هم أنفسهم في اليمن، ولا أتوقع أن يأتوا بجديد.

كذلك على السعودية ودول التحالف أن تدرك ان الفوضى الخلاقة التي تتبناها في اليمن ستكتوي بنارها قريبا، فالحدود المشتركة الواسعة كفيلة بنقل تلك الفوضى الى الداخل الخليجي، والأيام القادمة ستثبت ذلك، بل أن الكثير من المؤشرات بدأت في الظهور وبشكل واضح، وما عمليات التفجير الارهابية في الكثير من المدن السعودية وتفجير الكويت الانتحاري الا دليل ملموس، فهل هناك عقل للتحالف؟.

حول الموقع

سام برس