بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
وداعاً أيها الرجل النبيل ، بالأمس ودعنا الشيخ النبيل والرجل الجدير والقيادي الحكيم عبدالوهاب المخلافي مدير عام الشؤون المالية والإدارية بمؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر اثر مرض ألم به ، بعد حياة حافلة بالعطاء والإخلاص والمثابرة والخبرة والمسؤولية ، جسد خلالها قمة التواضع الإنساني والبساطة والتعاون والتعاطف مع القاصي والداني .

ولهذا الحدث الجلل صدمتنا كبيرة وحزننا عميق وقلوبنا مكلومة بعد ان فقدنا ذلك العزيز الذي ومازلت وصديق لي نتذكر كلمته ونصيحته الطيبة بعد ان قمنا بزيارة له في منزله قبل أسبوع من وفاته وانتقاله الى الرفيق الأعلى ، "حافظوا على مؤسستكم وأرزاق أولادكم قدر الإمكان "، المؤسسة تمر بعواصف والناس تغيروا والعدوان لايرحم .. كلمات صادقة من القلب الى القلب أثرت فينا و كشفت لنا كم كان حريصاً على الانسان والمؤسسة وقراءته للواقع المرير رغم ظروفه المرضية ومعاناته من السرطان الذي نهش جسمه ، وتألمه من سرطان الفساد الذي استشراء في كل مؤسسات الدولة.

ولكل هذه السجايا الحميدة والنوايا الحسنة والقلب الطاهر، ماتزال وستظل مناقبه محفورة في قلوبنا ومشاعرنا ووجداننا وطيفه ومآثره مؤثرة فينا ، ولتك الخصال الفريدة مثل فراقه صعقاً لكل من عاشر وعايش ذلك القلب الطيب .

عاش هادئاً راضياَ قانعاً بما وهبه الله من ستر وسعادة وحب الغير واليوم غاب طيفه وبقيت ذكراه العطرة ومحاسنه بعد ان غيبه الموت وصعدت روحه الطاهرة الى بارئها لتفارق زمن النفاق والغش والدس الرخيص الذي تحول فيه البشر الى وحوش والاخوة الى أعداء والدين الى شعار والصداقة الى مصلحة والعطاء الى جريمة ..

وبفراق الشيخ النبيل والقيادي المتزن الذي لم يكن تاجراً للحروب او منتفعاً للداخل او مرتزقاً للخارج لسان حالنا يقول رب أخ لم تلده أمك ، وانا لمحزونين لفراقه .

عش قرير العين ياصاحب القلب الطيب والكلمة الصادقة واليد السخية والنصيحة القويمة والصوت الهادئ ، نسأل الله تعالى ان يبدلك داراً خير دارك وسكناً غير سكنك وان ينزل عليك الرحمة والمغفرة والرضوان وان يسكنك فسيح جناته ويلهم اهلك وذويك الصبر والسلوان .. انا لله وانا الية راجعون.

حول الموقع

سام برس