بقلم/ أحمد عبدالله الشاوش
بالصوت والصورة فاجأ ملايين اليمنيين " العالم" يوم الـ 26 من مارس 2016م في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء بالصمود الأسطوري والإرادة الحرة والتلاحم الوطني والفرحة الكبيرة بالنصر المؤزر ، والسقوط المريع للعدوان السعودي ومخالبة المتوحشة من خلال " الطوفان " الشعبي المتدفق من كل المحافظات اليمنية نحو ميدان العزة والكرامة والبطولة والحرية في أكبر استفتاء شعبي عرفته اليمن ، تلبية للدعوة الصادقة للزعيم المناضل علي عبدالله صالح – رئيس المؤتمر الشعبي العام.

خرج الشعب اليمني ، السياسي وغير السياسي ، الغني والفقير ، المؤتمري وغير المؤتمري ليقول كلمته ، لا للعدوان السعودي ، نعم للصمود ، نعم للسلام ، لا للاستسلام ، رغم المؤامرات والفتن والحساسيات المصطنعة والحملات الإعلامية " المسعورة" التي يقودها حكام الرياض وتل أبيب ، والدعايات والشائعات المغرضة من اعشار الرجال من بني جلدتنا الذين حاولوا شق الصف وسوقوا لاساليب الترهيب والترغيب والتهديد بمتفجرات القاعدة وداعش وبعض العقليات الصغيرة التي منعت الموظفين من المشاركة في الحشد خشية من حجم المؤتمر شعبياً .
ورغم ذلك أبى الشعب اليمني إلا أن يسجل ويخط تاريخاً جديداً من الوفاء والصمود والعقلانية والتلاحم الوطني متحدياً التهديدات الإرهابية والحواجز المصطنعة كاسراً حاجز الصمت والخوف والصوت في مشهد تاريخي نادر أخرس الطغاة وأعجز " الامعات" والمرتزقة وأذهل المجتمع الدولي الذي رصد كل التفاصيل الدقيقة ومابين السطور ، قلب الحسابات المحلية والإقليمية والدولية .

وبذلك الطوفان حملت المسيرة الحاشدة العديد من الرسائل : منها الانتصار العظيم وتحطم العدوان بعد عام من الجرائم البشعة والدمار الكبير ومشاركة المجتمع الدولي في الجرائم.. في حين شعر المواطن بوجود الدولة اليمنية وأنها قادمة لامحالة بعد أن أثبتت المؤسستين العسكرية والأمنية تواجدها الكبير وتأمينها للعاصمة واستعادة هيبتها وإعادة الاعتبار والروح المعنوية لمنتسبيها بعد ان لمس المواطن يوم الحشد الكبير أنها صمام امان وبادلها التحايا والاحترام والتقدير وجدد الثقة بعد أن حاولت السعودية وامريكا هيكلتها والمليشيات المنتقمة الانقضاض عليها وتنفيذ عمليات الاغتيالات وتدنيس " البزة " العسكرية والسخرية منها وحكمت بقوة السلاح والتهديد على بقاء القادة الوطنيين والشرفاء في بيوتهم أشبه بالاقامة الجبرية واستبدالهم بآخرين ، حتى وصل الامر الى تجنيد أطفال لايتجاوزون سن العاشرة والزج بهم في النقاط والمتارس والدشم للعبث وتفتيش كل قائد عسكري ورتبة عالية من باب الامتهان ، بعيداً عن الدستور والقانون ، حتى أصبح كل شارع له قصة وحكاية .
وأظهر المشهد شجاعة الزعيم صالح ومعنوياته المرتفعة واصراره على التواجد في قلب الحدث رغم المخاطر والطيران المكثف للعدوان السعودي وكسر حاجز الصوت والطابور الخامس من رجال الصحافة والاعلام والمحللين العسكريين والسياسيين الذين راهنوا على عدم حضوره ميدان السبعين ، والقاءه كلمة زلزلت عروش الطغيان في الرياض وواشنطن وتل ابيب والهبت حماس الجماهير وزادته والمؤتمر وأحزاب التحالف حباً وشعبية وصمود

كما مثلت شرعية ميدان السبعين حقيقة ناصعة لاجدال فيها من أنها أكبر استفتاء شعبي لرفض العدوان ومرتزقته في الداخل والخارج الذين دأبوا على صنع الانتصارات الوهمية وتسويق السراب مقابل المال السحت واغراق السعودية في المستنقع اليمني ، وان على راسمي استراتيجيات الحروب أن يقفوا بصورة عقلانية لمراجعة ذلك السقوط والفشل المريع ومحاولة الدخول في سلام حقيقي بعيداً عن الغطرسة والغرور والكبرياء الزائفة والتعويل على تجار الحروب وغرف العمليات السياسية والدبلوماسية والإعلامية النافخين في كير الازمات واشعال الحروب وجني الأموال.

فهل يعي حكام الرياض الدرس ، وصقور واشنطن الموقف ، والخمسة الكبار الصمود ، والمنضمات العاملة في حقوق الانسان تفعيل الضمير ووقف تقاريرها المسبوقة الدفع ، والحوثيين فرملة اطلاق الاسراء والجواسيس وما تناقله البعض عن تهريب اليهود تحت مبرر " التهدئة " وتحسين العلاقة مستقبلا مع العدوان احتراماً لدماء الشهداء وتضحيات المجاهدين في جيزان ونجران وعسير ومأرب والحديدة وصنعاء وعدن وتعز وغيرها مالم فالأيام القادمة ستمثل زلزالاً لكل من يساوم أو يقلل من الطوفان والسخط الشعبي الحامي للسيادة الوطنية.

حول الموقع

سام برس