بقلم / معاذ الخميسي
– عبدالوهاب المخلافي..ماااااااات..يا الله..الطيبون يغادرون..يتركوننا في حيرة من أمرنا..وفي شدة من حالنا..ويذهبون إلى حيث الهدوء..بعيداً عن المعاناة..
والتعب والكد والنكد..وعن المرتجفين والحاسدين والحاقدين..ومن يخافون من ظلهم ويستسلمون لأرق وساويسهم وتأويلاتهم وتفسيراتهم..!!
– مااااات عبدالوهاب..القيادي المحترم..والإنسان المحب..والرجل الوفي..الشامخ..الكريم..الأصيل..
الذي ما وجدته إلا حريصاً ومخلصاً لعمله..وودوداً ومحباً لزملائه..ووفياً وشهماً في الأفراح والأتراح.. وإنساناً نبيلاً وصادقاً مع من يتعرض للمرض من الزملاء..

– من أين لنا بـ(عبدالوهاب) آخر يحس بزميل أنهكه المرض..وطحنه ضيق الحال وجور السؤال..فيبادر إليه مسانداً ولا يتركه إلا وقد اطمأن عليه وسعى في أن يسهل له كل طرق العلاج داخلياً أو خارجياً..

– هل بالإمكان أن نجد نسخة أخرى من (عبدالوهاب) الرجل الذي يجري الوفاء تحت مسامات جلده..بلا تكلف..ولا تصنع..ولا بحثاً عن مكاسب..أو سعياً وراء إرضاء أو مهادنة..أو مداهنة..!!
– أي (عبدالوهاب) آخر سيأتي مثل ماكان(عبدالوهاب المخلافي)..وأي شخص آخر تحت أي اسم بالإمكان أن يفعل ما كان (عبدالوهاب المخلافي) يفعله..؟؟

– من الذي بإمكانه أن يملأ الفراغ الذي تركه (عبدالوهاب المخلافي) في قلوبنا..وفي ما حولنا..وفي صحيفتنا..ومنذ زمن ونحن إلى أسوأ..وإلى أوجع..وأبشع..وأفظع..ماعاد للزمالة قيمة..ولا للأخوة مكانة..ولا للتسامح فرصة..ولا للود ميزة !!
– كيف سيكون الحال بعد (عبدالوهاب المخلافي) الذي ما قطع حبل ود..ولا خضع لنزوات حقد..وما كان إلا للوفاء وللمكارم والشهامة نداً لند..!!
– أوجعنا رحيلك المبكر ياعبدالوهاب..وغيابك الذي سيترك أثراً مؤلماً ومحزناً في نفوسنا..وفي تلك الزوايا التي لن يملأها أحد سواك..!

– إطلالتك..استحضرها اللحظة..وصوتك أسمعه يقرأ ما بقي من عناوين الوفاء..ومواقفك الإنسانية ها أنا أعيد شريط ذكرياتها وأنا أنصت في هدوء شديد لمن يحكيك من دون تكلف..يشرح تفاصيلك المهمة..ويؤكد أنك لم تقصر ولم تبخل ولم تتأخر حتى في أن تخالف اللوائح لتنتصر لمن داهمه المرض وكاد يفتك به..بينما حين داهمك أنت المرض..لم تجد (عبدالوهاب) آخر مثلك..
كما لن نجد (عبدالوهاب مخلافي) آخر بعدك..يا أنبل الناس..!!
نقلا عن الثورة

حول الموقع

سام برس