بقلم / عبدالله القاضي
قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماغولدريك، إن أكثر من 13 مليون يمني بحاجة للمساعدات الفورية المنقذة للحياة، في ظل أوضاع إنسانية صعبة تواصل التدهور.

وأكد أن المنظمة الدولية تستهدف تقديم المساعدات لـ 13،6 مليون يمني خلال العام الجاري. وقال ماغولدريك خلال مؤتمر صحفي في صنعاء أمس، إن الوضع الإنساني في اليمن من بين الأسوأ في العالم (حسب موقع حياة عدن).

إن المتابع لنشاط منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية حول العالم تنتابه العديد من الشكوك، ويدور في ذهنه العشرات من علامات الاستفهام حول حقيقة الأدوار التي تلعبها هذه المنظمات في المناطق الساخنة في العالم، حيث يرى العديد من المراقبين أن دور هذه المنظمات تتعدى العمل الإنساني، إلى محاولة تضليل الرأي العام العالمي، من خلال نشر معلومات مضللة حول حقيقية الأوضاع في المناطق التي تعمل فيها، هذا بالإضافة إلى قيامها بأدوار استخباراتية مشبوهة لصالح قوى دولية، حتى وصفها عدد من المراقبين بأنها أدوات الاستعمار الحديث، كما أدت سياسات المساعدات الغذائية إلى القضاء على الإنتاج المحلي من الغذاء، كما أسهمت في تمويل الحروب الأهلية، وخلق حالة من الأزمة الغذائية الدائمة.

ففي الوقت الذي تدور حروبا داخلية طاحنة يتزعمها أدوات طرفي الصراع الدولي في اليمن يروح ضحيتها عشرات اليمنيين يوميا لم نرَ تلك المنظمات التي اعتدنا على بياناتها تنبس ببنت شفة طيلة الفترة الماضية أو حتى تصدر بيان إدانة واحدة.

إن استمرار منظمات الأمم المتحدة الحقوقية في صمتها تجاه المجازر التي ترتكبها الأطراف المتحاربة في اليمن، لتفتح الباب واسعاً أمام منظمات إغاثة لتقوم بعمل مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وهو عمل حقوقي تختلف مبادئه ومناهجه وشروطه تماماً عن العمل الإغاثي، الذي يمكن ان تنفذه حتى منظمة خيرية محلية ناشئة مثل كثير من المبادرات الشبابية المعتادة.

كما أن سياسة هذه المنظمات وعدم حياديتها في التعامل مع النازحين والمتضررين جراء النزاعات وعن غيابها بشكل كلي عن محافظة تعز التي تعاني من حصار خانق وغياب للأدوية والمواد الغذائية وتفشي للأمراض الوبائية كحمى الضنك وغيرها خير مثال على ذلك.

فبينما الأمم المتحدة عن طريق مبعوثها الخاص ولد الشيخ تعمل جاهدةً لإقحام أمريكا في اليمن عن طريق الحوثيين ومالحق بأهل اليمن من نزيف للدماء وضياع للأموال وخراب للمنازل والمنشآت الحكومية في صراع ليس لهم فيه ناقة ولاجمل، إذا بهذه المؤسسة الدولية تستخدم الجانب الإنساني لتحسين وجهها القبيح الملطخ بدماء وأعراض وأموال المسلمين في كل مكان بالعمل الخيري الانساني المشبوه والمنحاز لمن يخدم الجانب الأمريكي في تحقيق أهدافها ومصالحها وبسط نفوذها.

إن على أهل اليمن أن لايفرحوا بهذه المساعدات فماهي إلا سم زعاف، وإنما عليهم قطع يد المستعمر الغربي الكافر وتدخله في شؤون أهل اليمن فليسوا بحاجة هذه المساعدات لأن ماببلادهم مايغنيهم عن العوز والحاجة والاستجداء لعدوهم ولتحقيق ذلك لابد من العمل مع المخلصين العاملين لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة التي ترعى شؤون الناس بأحكام وأنظمة الإسلام لينعموا بالعيش الرغيد والرضا من رب العباد.

* عضوالمكتب الاعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن

حول الموقع

سام برس