بقلم/ الدكتور فضل الصباحي
خطاب الزعيـــــــم علي عبد الله صالح يذكرنا بخطابات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله إنها لغة المنتصر القوي المسيطر على مجريات الأحداث على الأرض قوات صالح وانصار الله أثبتت بأنها الأقوى ويمكنها قلب الموازين في أي وقت تريد كما حدث في جبهة العند عندما سيطر جيش صالح وانصار الله على الجبال المطلة على قاعدة العند الجوية الأكبر في اليمن والسيطرة عليها يعني الوصول إلى عدن التي أصبحت في مرمى الصواريخ والمدفعيـــة وهذه رسالة أولية من قوات صالح وأنصار الله لقوات التحالف وكذلك للمجتمع الدولي .

اللغة المشتركة في خطاب الزعيمين صالح ، وناصر هي : معرفة المخططات التي تستهدف العالم العربي كذلك التوافق على خطر الفكر المتطرف على الأمة الإسلاميــــة ، والذي كان السبب في إيقاف حركة التقدم والتنمية والتطور في عالمنا العربي وهذا ما أدركهُ الزعيم جمال عبد الناصر وبذل كل الجهود لمواجهته بكل الإمكانات المتاحة حينها .

ظهور صالح هذه المرة مختلف تماماً عن المرات السبقة كان الرجل يحسّن اختيار الكلمات المؤثرة والجمل المركبة والمتسلسلة وكذالك النكتة التي اعادة الثقة لأنصاره ومحبيــــة .

وفي رسالة واضحة من صالح إلى القيادة المصريـــة قال ” لقد تعلمنا : من الزعيم عبد الناصر قائد الثورة العربيــــة قائد التحرر العَربي الذي حرر منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا وزعزع الاستعمار لا يجوز أن ننسى عبد الناصر نحن تعلمنا وتثقفنا ودرست أجيالنا من ثقافة ذلك القائد العظيم ، ووجدت قيادات ونخب سياسية في مجتمعنا العربي ارتوت من تلك الثقافة التحرريــة والتي أدت إلى زعزعة ورحيل الاستعمار ” وهذا تنبيــة مباشر من صالح للقيادة المصرية بمراجعة تاريخ عبد الناصر القومي والثوري الذي كان غير ر اضي عن الدور السعودي في زعزعت الأمن والاستقرار العربي من خلال علماء الوهابيـــة الذين غزو الكثير من الدول العربية والإسلاميــة بطريقة سريعة وغير متوقعة من دولــــة مثل السعوديــة لم تكن مؤهلة للقيام بهذا الدور الكبيــــــر اذا لم يكن هناك قوة عظماء خلف هذا النهج المتطرف .

رسالـــــة صالح إلى الحكومة المصرية مفادها لا تتخلو عن دوركم الريادي في قيادة الأمة العربيــــة وتذكرو عبد الناصر ولا تنسو بأن الإرهاب الذي كان يستهدف مصر عبد الناصر مازال يستهدفها الأن والدور قادم عليكم ، ومن جهات مختلفة وعبر اذرعة الوهابية بصورة المختلفة .

ومن الكلمات التي أثرت كثيراً في نفوس وقلوب الشعب اليمني بمختلف أطيافه عندما قال صالح أنا معكم نواجه الحياة والموت سَوِيًّا سلاحنا على أكتافنا ورؤسنا على أكفنا وسوف نواجه العدوان لعشرات السنين ولن ننحني أبداً واليمن معروفة عبر التاريخ بأنها مقبرة الغزاه ونطلب من إخواننا المشاركين مع العدوان السعودي على بلدنا في الأردن ، والسودان ، ومصر الكنانة أن يقتدو بدولة المغرب الشقيقة ويغادرو أراضينا بســـلام قبل أن يتم استهدافهم في جميع الجبهات فنحن نعرف أرضنا جيـــداً ولن نسمح ببقاء احد على ترابها الطاهرة .

رسائل كثيرة ومهمة ذكرها صالح في خطابه تعبر عن ثقته الكبيرة بقدرات الجيش اليمني وأنصار اللــــــه على حسم المعارك في جميع الجبهات وهذا يدل على معرفته الكاملة بسير المعارك على الأرض اليمنيـــة التي ينتشر فيها الجيش اليمني وانصار الله .

دعوة مفتوحة من صالح لكل من تورط في هذه الحرب بأن يعودو إلى اليمن تحت حمايـــته من أجل التوصل لحلول مباشرة بعيدة عن الرياض وهذا الأمر فيه من الدهاء ما يجعل المتورطين مع هادي يفكرو بعرض صالح المغري وخاصة والرياض بدأت تتخذ إجرأت سريعة لترحيل أعضاء حكومة هادي إلى الأراضي اليمنيـــة لمواجهة مصيرهم هناك ، وسبق وأن رفضت الرياض دخول الوزير محمد قباطي أراضيها وطلبت مِنْهُ التوجه إلى عدن وأعتقد بأن المجتمع الدولي لديهم رؤية ربما تتوافق مع رؤيـــة صالح لحل الأزمـــة اليمنيـــة .
رسالـــــة صالح أيضاً للأخوان المسلمين في اليمن بأن يتحررو من تبعية المتطرفين من الوهابيين الذين تخرجو من جامعة ابن سعود وكأنو سبب في تدمير العالم العربي والإسلامي من بدايـــة ظهور الوهابيـــة على أيدي البريطانيين والصهاينة .

الجارة الكبـــــرى كما وصفها صالح عندما قال بعد أن استدرجت السعودية إلى حرب اليمن تحت ذريعة محاربة خطر إيران عرفت الأن بأن اليمن ليست خطراً عليها وإنما السعودية هي الخطر على اليمن كما قال ، واليمن ليس فيها شيعة وإنما مذهب زيدي سني وشافعي وكلنا عبر القرون اخوه ، وإذا كانت السعوديــة تعتبر ايران عدوه فعليها ان تُواجهها في أراضيها وليس في اليمن وأضاف صالح نتمنى بأن يدرك اخواننا في المملكة بأن المؤامرة عليهم من قبل امريكا والصهيونية وبريطانيا ، وقال صالح نرحب بالحوار والتصالح مع الجميع وندعو إلى سلام لا يستثني آحد …
كاتب يمني
نقلا عن رأي اليوم

حول الموقع

سام برس