بقلم / عبدالله الصعفاني
رمضان مبارك .. لكن أهل التجارة والتموين غير كرماء .. وبخلاء في أداء واجباتهم على ذمة الأوضاع الراهنة .
إنهم يكتفون من أدوراهم بالتنقل بين الهروب والفرجة والعكس .. اللافت أنه كلما تحدث هؤلاء وأولئك عن أن الأسعار ارتفعت دون وجود من يسأل.. إلى أين يأخذنا طريق الفقر والإفقار والحصار؟ فيما هم نائمون ومتفرجون، وإلى متى نتعاطى مع أوجاع الناس بخليط من اللامبالاة والشعوذة، مع أن مشاكل الناس ليست في عودة حبيب هجر أو زوج هجر .

ما تبقى من إنتاج محلي ” غالي ” ، وما يتم استيراده ” نار ” وكلاهما أيضاً لا يوفيان أو يشيران باحترام إلى حقوق المستهلك .. الحصار وآليات السوق وحرية التجارة لا تعني فوضى الأسعار ، والتجارة لا تعني العبث أو تعريض حياة أرزاق وأعمار الناس للخطر !

هل أذكر الغافل والمتغافل بمعيار حماية المستهلك .. إنه معيار اجتماعي وإنساني وأساسي لإدارة الاقتصاديات في بلدان الصناعة وحتى في بلدان الوكسة، وهو الحرص على أن تكون السلع جيدة وذات كفاءة معقولة ، وتمتد إلى ضمان الحصول عليها بأسعار مناسبة بعيداً عن المغالاة واستغلال الظروف والافتعال السعري للمنتجات .
الأسواق المحلية مليئة بالسلع الرديئة والمخالفة لأبسط شروط الجودة، وقبل وبعد الرداءة ما أكثر المغشوش والمقلد .. إنها دعوة لإقامة حالة إسعافية من الرقابة على السلع ومدى مطابقتها للشروط الصحية وشروط الجودة ، والتفريق بين مفهوم البيع والشراء والإنتاج وبين إهدار الأمن الصحي والنفسي والاجتماعي لناس يعانون الأمرين من هذا الوضع .

أياً كان الحال ما يزال عندنا بقايا مؤسسات تقول لنا بأنها تعمل، ما يعني سؤالها عن الموقف من التعاطي مع وظائفها وأدوارها وعدم ترك الحبل على الغارب ، والانتباه لما يعنيها بدلاً من الانشغال بما لا يعنيها أو النوم في عسل التبرير إما بالحرب أو بأن المرحلة ليست مرحلتي !

اعتبروا أعمالكم ولو جهد خيري تعاطفاً مع أوجاع الناس ومعاناتهم، واستعيدوا الدور الاجتماعي المفقود فيما البلاد تزدحم بأعداد الفقراء وشحة بل وانعدام الموارد خاصة عند معدومي الدخل والمهجرين، ومن لا يطلبون الناس إلحافا .

حياتنا وأوضاعنا تحتاج إلى صبر على المعاناة ، وقوة تحمل ولكن.. ما الذي يمنع من تقديم ما هو متاح رأفة بالفقراء والبسطاء وأصحاب الدخل المحدود وأصحاب الدخل المعدوم ممن فقدوا المنزل وتعطلت عندهم أسباب الرزق .
وليكن في وارد العلم والحلم والدعممة أهمية عدم اعتبار العدوان والأوضاع الاستثنائية مبرراً للسير على منهج ” من سبر بختها ضحكت على أختها ” بما في ذلك من توسيع دائرة من يعانون ويتألمون فيستسلمون للأحقاد والضغينة في زمن نحن فيه أحوج ما نكون للتراحم ونظافة اليد والوفاء باستحقاقات الوظائف وأقلها وظيفة مراقبة أن لا يشتري أصحاب البقالات الخبز من المخابز بالكيلو ويبيعونه بالحبة التي تتساوى دائرتها مع حجم العشرين ريال.

لماذا كل هذا الاحتقار لمن يمكن أن يهتم بأحوال الناس مخفياً وظاهراً .. ويا أهل العقول متى نغادر هذا العوار الوطني والأخلاقي والديني .. ودائماً .. الله المستعان .
نقلا عن الثورة

حول الموقع

سام برس