بقلم/ حمدي دوبلة
ذات يوم بعيد وصف الرئيس السوري بشار الاسد بعض الحكام العرب وبالتحديد في دول الخليج بانصاف الرجال ..هذا الوصف خلق براكين من الاحقاد والاضغان في صدور اولئك القادة ليتحول بعد ذلك الى انهار دماء وحرائق وفتن تكاد ان تاتي اليوم على كل شئ في حياة اناس الوطن العربي باسره.

اكتشفنا مع مرور الايام ومن خلال احداث العدوان الحالي على اليمن بان وصف الاسد لم يكن دقيقا ومنصفا اذ ابقى عليهم شيئا من صفات الرجولة بينما الحقيقة المُرًة تقول بان بينهم وبين الرجولة امدا بعيدا.

لن نتحدث هنا عن ممارساتهم الخسيسة في بلاد اليمن وانتقامهم من الابرياء وقتلهم الاطفال والنساء وتخريب مقومات الحياة ولن نتطرق الى انتهاكاتهم الصارخة للقوانين والشرائع السماوية والانسانية ولقواعد واساسيات الحروب المتعارف عليها بين البشر عبر العصور وسنكتفي فقط بالتعريج على موضوع منع اليمنيين من النساء والاطفال المرضى والطلبة المتواجدين في الخارج من العودة الى بلادهم.

يااشباه الرجال هل تعتقدون بان منع هؤلاء المساكين من العودة وتعريضهم للاهانة والتضييق عليهم في مطارات البلدان العالقون فيها من شانه ان يحقق النصر على صالح والحوثي؟

اتراكم تجدون في معاناة هؤلاء الابرياء مايسلي خواطركم ويعوض عن هزائمكم النكراء التي تتلقونها يوميا على ايدي المقاتلين من ابطال اليمن وهم يمرغون انفوكم في التراب ويمسحون بكرامتكم الارض باقل عدة وعتاد؟..هل تعتقدون بان اهانة وتجويع النساء والاطفال وكبار السن من المرضى اليمنيين في مطارات القاهرة وعمًان وغيرها من بلدان العالم يعيد لكم بعضا من هيبتكم وكرامتكم المهدورة؟

هناك اكثر من عشرة الاف يمني وكلهم من النساء والاطفال والمرضى وكبار السن والطلبة عالقون في مصر والاردن وبلدان اخرى منذ ان قرر قادة تحالف العدوان حظر الطيران المدني من والى اليمن بداية اغسطس الماضي ويعيشون في ظروف انسانية بالغة السوء ويندى لها الجبين لكن هذا العالم المتشدق بحقوق الانسان والانسانية لايلقي لها بالا بعد ان اخرس المال السعودي لسانه واعمى عينيه الحقيرتين.

لن نخاطب المجتمع الدولي ومؤسساته الكبرى ممن احترفت الاسترزاق بل نتوجه هذه المرة الى الاعداء مباشرة ممن يدًعون العروبة والاسلام ونقول لهم كونوا رجالا ولو لمرة واحدة واعتقوا هؤلاء الابرياء وحاربوا بشرف واخلاق كما يفعل الرجال والفرسان.
*نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس