بقلم/ أحمد شلبي
غرقت عدن برائحة مقرفة ناجمة عن تخمر أكوام النفايات التي تجمعت منذ زمن وأضحت المدينة الجميلة التي كانت تفوح منها رائحة البخور مدينة لتخمر النفايات .

المواطن لا يريد تحويل النفايات إلى طاقة (WtE) أو توليد الطاقة من النفايات (EfW) لأن هذا مستحيل فمعالجة النفايات لتوليد الطاقة في أي شكل لها - غالبا طاقة كهربائية أو طاقة حرارية يسمع عنها في التلفاز ويقرأها في الجرائد الغربية والعربية والإنترنت فقط .

يريد المواطن أن توفر الحكومة صناديق القمامة ، ويريد سيارات صندوق النظافة والتحسين أن تعمل على نقل النفايات الى خارج المدينة هذا فقط ما يريدوه .

وسط النفايات، والصيف الساخن في المدينة والفوضى التي تحدث في المعمورة ، يجد المواطن نفسه غارقاً في بحر المجاري والنفايات، وفي بحر الصراعات السياسية وبين فرح وحزن في القرارات الحكومية .

أمل أو وهم؟

أمل المواطن بمساعدات دولة الإمارات لقطاع النظافة والتحسين في المدينة لعلها تخفف ولو جزء من معاناته المستمرة دون توقف .

ولكن ذلك الآمل غير ملموس في الواقع ، الفساد عم البلد وخاله بل كل أفراد أسرته من المفسدين وبقية اللصوص من أخلو البلاد ومن جعلوا اموال الشعب العامة اموالاً خاصة ومخصصة لهم .

كل أنواع الأحلام المستوردة من العالم الآخر ومن دول الجوار غمرت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد (بغير واقعية) عدن مدينة جديدة الإمارات ستقوم بجعل عدن نسخة ثانية لمدينة دبي، والمدينة الموعودة ليست سوى المدينة الموجودة حاليا عليه.

هذا الصراع السياسي الطويل وشطرنج التعديلات الوزارية هو جوهر النموذج العدني الحالي الشعب البسيط المسالم الذي يريد أن يعيش فقط ، مافيا سياسية تتلاعب بهم بواسطة سياسات الصراع والمصالح .

هذا الوضع يجعل مسألة التغيير صعبة التحقيق عندما يصبح مستحيلا الوثوق بالمرافق الحكومية ومصداقية نزاهتها . في هذه المرحلة يبدو أن الناس قد فقدوا القدرة على إيجاد الحلول والتأقلم مع الواقع المرسوم لهم من الأنظمة الحاكمة .

يجب أيضا على الشعب أن يفيق وأن يُقدم بكل الوسائل المتاحة، لإقامة الروابط بين الناشطين والمنتمين للمجتمع المدني في إنشاء حراك شعبي لمحاربة الفساد في مرافق المحافظة .

التغيير الحقيقي يتطلب تضامناً حقيقياً وتعاوناً من جميع الشرفاء، والتصعيد لخلق حركة تهدف إلى اختراق الانقسامات الاجتماعية والصراعات السياسية والتركيز على محاربة الفساد والإبكار في الجانب الحكومي على الأقل يعيش المواطن ويموت نظيفاً لامتسخاً على الأقل من بقع الأوساخ أوساخ المخلفات الناتج عن منظومة الفاسدين العميقة في البلد .

حول الموقع

سام برس