بقلم / عبدالرحمن بجاش
بالفعل فثورة 26 سبتمبر لم تكن ضد الامام كشخص لمن يفهم ، بل ضد الامام كنهج ، ولم تكن ضد الهاشميين لمن يريد ان يخرجها عن هدفها الاسمى ....ولم تكن الاغتيالات احد اهدافها ...بل اخطاء من لم يفهم ماذا تعني الثورات , ولم تكن سجونا للمختلف معه الا لمن وجد نفسه فجأة في ديوان الثوار وبالصدفه فظن ان الثوره تعني ان تعتقل كل الناس فهب ليزج بمن قد اسمه جاء !!!.

هنا ارسخ في الذهن ما قاله النعمان الابن ولم يفهمه احد , ببساطه لاننا نحكم على الامور من خلال السماع وقبل ان نقرا , وقبل ان نتاكد , قالو فلان كلب , قلنا بصوت واحد (( كلب ابن كلب , بل وخنزير )) , بل ان بعضنا اتخذ موقفا من اناس كانت كل جريمتهم العمامه على الراس !! , وفي الستينات تقريبا كان من لا يلبس شميز قصير الاكمام ويرفع المقطب الى ما فوق الركب فليس هو بتقدمي !!! , النعمان الابن قالها : المشكله ليس في الامام بل في التخلف الذي افرز الامام , هنا تكون الثوره ضروره قصوى على القهر , والظلم , والمذهبيه , والسلاليه , والمناطقيه بمفهومها التفضيلي الكريه , من اجل حق الانسان في ان يكون حاكما طالما ولديه اهم شهاده انه يمني كفؤ وقادر , من اجل المساواه , والحريه , وحقوق الانسان , ومن اجل بلد بمواطن يمني لا راس يعلو على راس الا القانون براسه العالي ,وتحت سقف الدستور الوطني الجامع , هذه هي الثورة في ابرز تجلياتها وعمقها الانساني , ويكفي فضلا لثورة سبتمبر 62 لو حصرنا افضالها انها الرحم الذي تخلقت في رحمها ثورة 14 اكتوبر63 .

مخاض قاهر وعجيب , ولم تشهد له الدنيا مثيلا من رحمه جاءت منه ثورة 26 سبتمبر الخالده , بعد ان هيأت لها 48 و55 , ويكفي ان تطلع على بعض صور للاحوال لتدرك كم كانت ضروره , بل وضرورة قصوى , يقول العميد – وهنا افضل العماده على اللواء – محمد علي الاكوع في كتابه (( احداث ثورة 55..... )) في صفحة 97 : (( ....وكانت شموس الشعب واقماره مدفونة في ظلمات سجون حجه وغمدان بصنعاء , تخيب آمالهم وتصدأ نفوسهم , وتتعرض عزائمهم للتفتت والضياع لطول مدى الليل المظلم في الاربعة والعشرين ساعه طيلة السنوات الكالحه )) , ولنتخيل نفسية كل منهم في غياهب سجون لا تتطاول القبور القريب من اجوائها , بجيفها وظلامها وضيقها ووحشتها ووحشسة سجانيها , لقد روى لنا المجاهد الدؤوب الصادق المتواضع القاضي عبد السلام صبره انه اضطر للاستغاثه باعلى صوته لينجده رفاقه مما قد يسمى تجاوزا (( مرحاض )) , ............ واما القاضي عبد الرحمن الارياني بابائه وشممه , فقد قالها : (( لقد استنفدت كل قواميس اللغة مستعطفا مسترحما وتبت توبة بما لو قسمت على ما بين عدن وصنعاء لكفتهم , والى الله المصير وبين يديه الملتقى , كان النعمان قد يئس من الحياة نفسها لقسوة ظروفها فقالها وقد ساله الامام بعد خروجه من المعتقل عن سر تماسكه : (( كنت اعيش الياس من الحياه وايقنت انك قاتلي فعلام اتذلل لك اذا )), كان العظيم الزبيري وزير المعارف لحظتها في الشوارع الخلفيه في باكستان يهرب منه سفير الاردن عبد المنعم الرفاعي انه ذهل وغمره الحزن والخجل لرؤيته الزبيري معلقا صندوقا على رقبته ويبيع فيه اقفالا بعد ان هده الجوع .......
لله الامر من قبل ومن بعد .
*نقلا من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس