بقلم / نادية عصام حرحش
ما جرى اليوم من مشاركة لعباس وغفره بجنازة شمعون بيريس ، اطلق ما كان من الممكن ان يكون قد بقي من محاولات لردء الصدع عن تصرفاته التي لا تمثل الانسان الفلسطيني بكل ابعادها .
كنت لهذه اللحظة من المحاولين الدائمين على” منطقة” افعاله ، اعطيه في الكثير من الاحيان فرصة عدم الحكم عليه متمسكة بمبدأ ان بعض الظن اثم. كنت اقول بنفسي دائما انه رئيس وما يخضع له من ضغوطات نحن العوام لا نفهمها .

مواقف عباس التي لا تمثلني كفلسطينية كثيرة ، ومع هذا تجنبت الحكم عليه دائما . كنت افكر انه يخضع تحت زمرة من المستشارين الذين يسيؤون التقدير فيوهمونه بما هو ليس بحقيقي .

في السنوات الاخيرة التي اشتد بها وزر الاحتلال من قمع واجتياحات وقتل ، استمرت مواقف عباس بالتهاون وكانت بكل مرة مواقفه اقرب للاسراىيليه منها للفلسطينية . تراه في الجامعة العربية يدافع عن ابناء المستوطنين المختطفين وينادي بانسانيتهم كانه يدافع عن احفاده .

كلما اراد ان يخاطب الشعب براحة نراه باستضافة تلفزيون اسرائيلي.يخرج للخطاب بشعبه متجهما على عجل بالكاد يحفظ اسم شهيد ، وكنت اقول ربما لانه لا يوجد ما يقوله ، فيديه مربتطين .لا حول له ولا قوة.. في عز دين الاجتياحات كانت المقاطعة مضافة للوفود الاسرائيلية الحاجة اليه . جنازة تلو الجنازة لابناء هذا الشعب ولم نره يكلف خاطره بحضور جنازة او مطالبة بدفن شهيد محتجز عند رفاقة الصهاينة.

الاسرى في معارك الامعاء الخاوية ، ينتصروا ويتغلبوا على سجانهم والرئيس بواد اخر لا كلمة ولا بيان .لا استنكار لا تعاطف …(باستثناء اليوم بعد رجوعه من جنازة رفيقه بيريس. في محاولة لخداع الشعب الغافل )
حكومته كالقطعان تستبيح بالسيادة فسادا وسرقة واستنزافا . لا يحركه اضراب ولا تؤثر فيه مسيرة . يمد يده البيضاء من خزينة الشعب ليمن على محتاج لكلية او كرسي متحرك او ما تكرم به من مكرمات رئاسية . لا يوجد وزارة ولا مؤسسة ولا مركز حكومي يخلو من الفساد في هذه السلطة. وفي كل ملف فساد او فضيحة ترى الفاسد يعلو شأنا ويترقى . لا محاسبة الا محسوبية فيما بينهم…
الناس تعين وتنتهي بقرار رئاسي.

مفسدة وصلت الى حد اغرقت الشعب بأكمله فيها .
غياب تام عن الشعب ومشاكله واشجانه . عن افراحه واطلاحه .
لا احترام لمشاعر اهل شهيد او اسير …
لا تعبير للاجيء او مشرد . …
تحولت فلسطين من كيان وطني الى بعض الاراضي التي يسيطر عليها ذوي النفوذ كقطعان العصابات . بين امن ومخابرات وفصائل مع هذا وضد ذاك.
فتح كانت تمثل الشعب ، اليوم اصبحت زمرة من المنتفعين …. يقودها رجل مستحيل ان تكون اجندته فلسطينية لا اليوم ولا الامس.

اوصلونا الى حضيض الشعوب بعدما كنا مثالا حيا لمقاومة الاضطهاد حتى ادنى العالم .
ما جرى اليوم في الجنازة اكد ان عباس ليس فلسطينيا … ومن معه ليسوا الا زمرة من المنتفعين ..كالخصيان ..لا يهم الحديث عنهم اصلا … وكل من يدافع عن وجوده لا يمت للفلسطيني بشيء الا تسمية اسقطتها علينا اوسلو واستيرادها من شخوص باعوا الوطن منذ ان فاوضوا عليه.
ما جرى اليوم بلغ اقصى درجات المسميات من خيانة وخنوع وغياب للاخلاق وبيع للاوطان .
وكأن عباس اليوم دفن نفسه مع بيريس ….
بتراب خزي وعار وخيانة…..

منذ سنوات ونعيش حالة من المتناقضات . لم نعد نعرف من نحن كشعب. لم تعد لنا ارض نحدد بها جغرافيتنا . الوطن صار ذاكرة مخدوشة مشوهة. لم نعد نعرف كيف نعرف اسرائيل حتى . اهي عدو ام صديق . اهي شريك او طليق . يقال لنا ما لا يتم فعله . تحول الوطن الى شعارات خاوية بلا معنى او مضمون .
حالة من التحقير للمواطن وصلت ذروتها اليوم في هذه الجنازة….
اوصلنا عباس وزمرة التابعين الى حالة فعلا صار تعريف الخيانة على انها وجهة نظر .
وصلنا الى حالة رأينا فيها الوطن يباع بالقطعة ويقوم الحاكم فيه على حراسة العدو حراسة الكلب الامين . بينما تخلو المدن الفلسطينية من الامن والامان . قتل وحوادث . نابلس تحولت من معقل المقاومة الي ثكنة عسكرية تنذر بحرب اهلية.لا امن ولا امان . حرية التعبير مدفونة بين ثنايا الهمزات واللمزات في المقاهي وخلف الجدران . كذب وادعاء وهراء اصم اذاننا بعد ان اغفل الله على قلوبنا ……..
وصلنا الى حالة انطبق فيها قول : ان لم تستح فافعل ما شئت.
من هذه اللحظة اعلن ان عباس وزمرته لا يمثلوني كفلسطينية ….
لفد بلغ السيل الزبى
#عباس لا يمثلني.
http://nadiaharhash.com
*نقلا عن رأي اليوم

حول الموقع

سام برس