بقلم / ناجي الزعبي
يتزامن تسلم ترامب كرسي الرئاسة مع إنهاء دور داعش والارهاب الوظيفي ربما . لذا نشهد انحسار دور ومهام الارهاب   الوشيكة في البصرة ، ومؤتمر استانة ، وهذا يفسر ادعاء ترامب بانه سيحارب الارهاب وهو يعلم انه صناعة اميركية وان بلاك ووتر هي من يقدم القيادات وإدارة العمليات لهذه الاداة .

لقد استنفذت هذه الاداة أغراضها وحققت دمار ودم واستنزاف وتورط عربي عربي غير مسبوق إبتداءً من الصومال والسودان لتونس وليبيا و مصر واليمن والعراق وسورية وفلسطين

في الوقت الذي ينعم به الجيش الاميركي والعدو الصهيوني بالامن والرخاء الاقتصادي

وقد أوشك تحالف المقاومة على الانتصار على هذا المشروع ، لذا سننتظر من الادارة الاميركية الجديدة اداة ووسائل جديدة تراوح الا زمات والدمار والدم العربي

وتقدم للعدو الصهيوني افقا جديدا يعبر به المرحلة القادمة التي ستشهد صعودا لمحور المقاومة وتحالفها فالرأسمالية لن تكل وتواصل التشبث بهيمتها وسطوتها على العالم ولن تهدأ ويغمض جفنها بل ستزداد شراسة وعنفاً ودموية بعد ان تتخلى عن الاكسسوارات الخلقية والقيمية الزائفة وتظهر وجهها الحقيقي البشع .

قد تكون الاولوية الراسمالية القادمة هي الصين عملاق العالم الاقتصادي وروسيا الذراع العسكري والدولي القوي ورأس حربة مشروع الانعتاق من الهيمنة الاميركية احادية القطب لكن هذا لن يثني إدارة ترامب التي ستعالج الامور وتتصدى للمعاضل بمنطق البزنس والربح والخسارة .

فهل يستجيب الواقع الموضوعي الدولي لمنطق إدارة العالم كمزرعة او شركة اميركية .

من الجلي ان العالم يشهد منعطفاً تاريخياً تنحسر فيه الراسماليةالمالية بعد أنسداد الأفق الذي تبدت أولى بوادره عند أزمة الرهن العقاري والمضاربات الاميركية الاطلسيةالمالية وهزيمةمشروع حل هذه المعضلة والازمة الطاحنة في أفغانستان والعراق وعلى أسوار دمشق .

لقد انهزم المشروع واستنفذت كل السبل التي سلكتها إدارة اوباما وبوش   ، وبقيت المعضلة والازمة الاقتصاديةوالديون الاميركية الفلكية التي تبلغ ٨٦ ترليون دولار .

في الوقت الذي تنحسر فيه القدرات الاميركية الاطلسية العسكرية وتنهزم الادوات ويغرق أركان الراسمالية في الأزمات والمعاضل كالعدو الصهيوني ، وتركيا ، والسعودية

ويستمر العمالقة من الصين ، لروسيا في الصعود ، ولن يجدي تغيير المسكنات ( من إدارة الديمقراطيين للجمهوريين ) في التصدي وعلاج اللوكيميا الاقتصادية التي استشرت في الجسد الاميركي الاطلسي والدولي .

ببساطة حين تستمر في تعاطي الوسائل والأدوات التي أنتجت الأزمة ( الهيمنة والقوة وعقلية الكاوبوي والغطرسة والاستعلاء وجنون العظمة وشهوة الدم والدمار والمال ) كوسيلة للعلاج ستفاقم المرض وتعمقه لعدم القدرة على التكييف وقراءة الواقع الموضوعي قراءة علمية ، في الوقت الذي لن ينتظر به العالم ان تعيد الراسمالية عافيتها الاقتصادية والعسكرية والمالية وتحل ازماتها على حساب المزيد من الام العالم ودماره ودمه .
*نقلاً عن الاردن العربي

حول الموقع

سام برس