بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
بعد عامين من العدوان الغاشم والحصار الجائر والصراع المرير على " السلطة " في اليمن ، يتساءل اليمنيون ماذا جنينا ولمصلحة من كل هذا الجنون وبإي ذنب ازهقت الأرواح وسفكت الدماء ودمرت البلد؟

صراع محلي واقليمي ودولي مرير حول حياة اليمنيين الى جحيم ، وعرض وحدة الصف للتمزق والوطن للتجزئة والسيادة الوطنية للخطر ، والامن الى خوف ، والاستقرار الى فوضى ، والسعادة الى حزن والامل الى سراب والثقة الى شك.

عامان من الحقد والفجور والتضليل الإعلامي والديني والثقافي والسياسي والدبلوماسي والعسكري وصناعة الكذب والاوهام ، عنوانها انتصار العدوان والسيطرة على أكثر من 85 % من الأراضي عبر جهاز ريموت في غرفة فندق في الرياض او ابوظبي أو فضائيات الحدث والجزيرة ، رغم مجازر الإبادة المنظمة التي دأبت على الانتقام من الانسان اليمني وحضارته وتاريخه المشرف ومعالمه وجامعاته ومساجده ومستشفياته ومطاراته وموانئه ومصانعه واسواقه وطرقه وجسوره وصياديه ومنشآته المدنية والعسكرية ومزارعه ومحطاته الكهربائية ، تحت جبروت ومزاعم إعادة الشرعية " المنتهية " وصناعة عملاء جدد بعد انتهاء صلاحية السابقين ، ورهانات الداخل اليمني الخاسرة.

كل هذه الفضائح والفظائع تحدث من قبل أسرة  تدعي زوراً انها تقود العالم الإسلامي وتجاهر ليلاً ونهاراً في المحافل الدولية انها حامي حمى المسلمين ، رغم تقمصها دور المفلس كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكم كنا نتمنى كمسلمين ان يكون النظام السعودي صادقاً في التماسك والتعاضد مع الاخرين .. إلا ان الأيام كشفت سوءة وحماقة ذلك النظام الذي أمعن في قتل اليمنين منذ جريمة " تنومه" وما بعدها وضم اراضيها عنوة والتدخل في سيادتها ، في حين أثبتت الأيام انه مازال أحد أدوات امريكا بالمنطقة بعد ان تجرد عن تحرير فلسطين والقدس الشريف  ودخل في تحالفات أمنية وعسكرية وصفقات ومفاوضات سرية وعلنية مشبوهة كشفتها حرب اليمن والعديد من وسائل الاعلام الدولية .

ورغم ذلك السقوط يستغرب اليمنيون النفاق الدولي والظلم الفادح الذي لحق بهم امام مرآ ومسمع من الجامعة العربية التي عملت على مدار الساعة على تدمير البيت العربي من خلال مواقفها المشينة وخضوعها للمزاج السعودي والتأثير الاماراتي والدور المصري ، وكذلك الأمم المتحدة ومجلس الامن الذين تحولا الى وكر للمتاجرة بالشعوب وقضاياها وكثر شاكوها وأنعدم شاكروها وغدت فضيحة على كل لسان ، والاغرب من ذلك منظمة المؤتمر الإسلامي التي صارت بوقاً للفتوى المدفوعة الاجر وتحريض المجتمع الاسلامي.

كما ان التحركات والتقارير المشبوهة لمنظمات حقوق الانسان وغيرها من المنظمات الحقوقية والقانونية التي جاءت نتاج لتفريخ أجهزة استخبارات دولية إلا ماندر منها ، قد صعقت اليمنيين والرأي العام الدولي بعد ان تجردت هي الأخرى عن انسانيتها وأهدافها السامية بعد ان تم شراء ثمن سكوتها واغراقها بالاموال المدنسة حتى لوهلكت البشرية .

ومازال اليمنيون كبيرهم وصغيرهم باختلاف مشاربهم السياسية والثقافية يستغربون استمرار العدوان الوحشي الذي تقوده السعودية والامارات بدعم امريكي وبريطاني بلاحدود لتدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة وتجويع الشعب عبر الحصار الخانق وتحويل موانئ الحديدة وغيرها الى منطقة حرب للحيلولة دون دخول الغذاء والدواء والقضاء على آلاف الصيادين واسرهم ، لاسيما بعد فشل العدوان ومايسمى بالحكومة الشرعية التي لاتملك حتى اللحظة أي إرادة سياسية حرة لا دارة الحرب او المضي في عملية السلام بل تنفذ  أي توجيهات تأتيها من قبل امراء الحرب الإقليميين والدوليين وهو ما افقدها احترام الكثير من اليمنيين بعد عامين من الفشل الذريع والرهان الخاسر ، رغم المحاولات الفاشلة لجر اليمنيين الى مشروع " الافغنة" أو أنموذج النصرة -فتح الشام واخواتها في سوريا والعراق وليبيا .

ولذلك فإن لسان الشعب اليمني يقول بعد عامين من الصمود في وجه العدوان والفشل الذريع لعاصفة الحزم وإعادة الامل والسهم الذهبي وكل الخناجر المسمومة ، ماذا بعد مقتل وجرح أكثر من أثنين وثلاثين الف مدنياً، من بينهم نساء وأطفال وتدمير أكثر من ستمائة مسجد ، وسبعمائة مدرسة و ومائتين وسبعين مستشفى و أكثر من 3 ملايين نازح و 21 مليون تحت خط الفقر و200 معلم أثري ، وأكثر من 110 جامعية ، و25 منشاة إعلامية ، و15 مطار و، و14 ميناء ، و160 محطة كهرباء ، و281 خزان مياه ، و332 شبكة اتصالات ، و535 سوقاً تجارياً ، و271 مصنعاً 402 منزلاً ، و660 مخزناً غذائياً ،،، .. في حين لم يتم إطلاق رصاصة واحده اوصاروخ او قنبلة عنقودية ضد العدو الصهيوني الغاصب!!؟

ورغم ذلك الصمود الأسطوري لليمنيين في معارك الشرف والكرامة ضد آلة الدمار والصبر الكبير والظلم الفادح والجوع الكافر ولعبة توقيف صرف رواتب الموظفين للشهر السابع ، إلا ان السعودية وتحالفها الهش تم اغراقها في المستنقع اليمني وفق سياسة دولية ممنهجة لابتزاز ثرواتها وافلاسها ، وأصبحت جبهات ماوراء الحدود تصيبها بالرعب وصار استعطاف العالم العربي والإسلامي عبر ذرف دموع التماسيح والتباكي على مكة واستهداف قبلة المسلمين زوراً لتثوير المسلمين على شعب مسلم  أضحوكة لدى كل لبيب وفي تل ابيب.

واخيراً لابديل إلا " السلام " عبر حوار يمني – يمني بمشاركة كل القوى السياسية - ويمني سعودي مباشر انطلاقاً من الاحتكام الى لغة العقل والمنطق والبعد عن الغرور وترسيخ قيم التسامح والتعايش من خلال العمل بمنظومة الاخلاق والقيم الإسلامية والعربية الاصيلة والمصالح المشتركة والعلاقات الندية والتعويض العادل وفقاً لقاعدة لا ضرر ولأضرار  ..

 فهل تعي حكومة الشرعية ويلتقط حكام السعودية وحكومة الإنقاذ بصنعاء هذا الطرح للحفاظ على ماء الوجه والخروج من المأزق والتوصل الى سلام الشجعان بعيداً عن تجار الحروب من جميع الأطراف الذين ورطوا الجميع في حرب عبثية ودمروا ثقة الجميع من اجل مصالح شخصية رخيصة سفكت دماء الأبرياء ؟ املنا كبير.

Shawish22@gmail.com
 

حول الموقع

سام برس