بقلم / معاذ حمود الخميسي
*- كنت صامداً وقوياً وصابراً حين داهمتك فاجعة وفاة والدك وهو في أتم صحته..ووجدك واخوانك أكثر قدرة على تحمل الصدمة وتجاوز فقدان الأب الذي خلف رجالاً أشداء..لكنني اليوم عاجز عن تحمل فاجعتك الأخرى فكيف بك..وبأخوانك..وما الذي تمتلكه من قدرة تستطيع بها أن تتحمل جور كارثة بحجم فقدان والدتك ولم يمض على فراق والدك سوى أياماً قليلة!*

- يا الله..وجدت نفسي أكررها وأنا مصدوم ومفجوع ومقهور حين كنت أقرأ رسالتك التي أخبرتني فيها بأن والدتك ماتت " أمي ماتت اليوم حسبنا الله ونعم الوكيل وربنا يرحمها رحمة الأبرار ويسكنها فسيح جناته " !

*- أمك ياعبده..ويامنصور..وياعادل..وياسفيان..ويامراد..ماتت..وهي التي كانت لكم الحضن الدافئ..والصدرالحنون..والحب..والشوق..والخوف..والقلق..والحرص..والمتابعة..والسؤال..والمأوى..والسكن !!*

- ماتت وهي مازالت تحمل همكم..وتعيش مع متاعبكم..وتصحو وتنام وأنتم أمام عيناها لاتغادرون..ولا تبتعدون..تفكر فيكم..وتبحر في تفاصيلكم..وتفتش في همومكم..وتبحث عن ما ينغصكم..وتحاول جاهدة لملمة حالكم وأحوالكم..وضمان راحتكم واستقراركم..وأنتم الرجال..والإخوة..والأصحاب..والأصدقاء..

*- غادرت فجأة أيضاً..وهو الألم..والحزن..والصاعقة..والفاجعة..والابتلاء..وأنتم كما أظن أقوى وأقدر على تحمل ذلك مادام وهو القدر الذي ليس منه مفر..وهو الموت الذي يترصدنا جميعاً مع فارق التوقيت..*

- هذه المرة ياعبده..أوجعني وجعك جداً..بل وابكاني..ووجعكم جميعاً رجال المدان عبده ومنصور وعادل وسفيان ومراد هو وجعي وألمي وحزني..وفراق الأم التي أعرف مدى التصاقكم بها..ولهفتها وحبها وحرصها عليكم..فوق مستوى الاحتمال..وأكثر من القدرة على الصبر..لكنكم ستصبرون..وتتحملون..وستستمرون في الدعاء لها ولوالدكم..ولاخيكم علي..بالرحمة والمغفرة..والجنة..وحسبنا الله ونعم الوكيل.


30 مارس 2017م الثانية بعد منتصف الليل

حول الموقع

سام برس