بقلم / احمد عبدالله الشاوش
ثلاثة أشياء هزت كياني ولفتت نظر المشاهد العربي بعد الإطاحة بولي عهد السعودية " محمد بن نايف" ، وإصدار مرسوم ملكي بإعفائه من منصبه وتعيين نجل الملك سلمان ولياً للعهد وملكاً فعلياً للعرش بعد التقارير المؤكدة عن تدهور صحة الملك سلمان .

الأولى حالة المبالغة القصوى في " فن " الانحناء وسياسة " التقبيل" المبالغ فيها من قبل ولي العهد الجديد في عش " الدبابير" بقصر الصفاء في مكة المباركة ، التي صدمت المواطن السعودي والخليجي والعربي أثناء " بيعة " وسقيفة آلـ سعود ، لاسيما تركيز قناتي العربية والحدث على المشهد الدرامي الفظيع بتقبيل يد " بن نايف" الذي اثار أكثر من علامة تعجب واستفهام ، على غرار المثل العربي يقتل القتيل ويمشي في جنازته.



حالة " الانحناء " والتقبيل لم تكن عبثاً أوترفاً أو من باب التواضع ونيل الاجر وانما جاءت وفق سياسة مدروسة ورسالة موجهة للأمراء قبل غيرهم بالسمع والطاعة ورسالة أخرى للشعب السعودي عبر غرس هذه الثقافة الغير عقلانية وعدم تجاوز هذا الأسلوب تجاه الشاب اليافع التي تجاوزت أحلامه وطموحاته وخبراته ومؤهلاته كل الحواجز من كبار الامراء سناً وحمة ورشداً واتزاناً ودهاء بعد ان حصل على البيعة الأولى في " سقيفة " بني واشنطن بتزكية الخليفة الجديد " ترامب" والعودة الى مكة لاضفاء شرعيته ومبايعته التي لاتقدم ولاتؤخر بعد صدور المرسوم الملكي بتعيينه ولياً للعهد.



ورغم الطموح الكبير لولي العهد الجديد محمد بن سلمان والمعنويات المرتفعة والطاقة النووية الجبارة للشاب اليافع المتشبع بالغرور والحماقة وكتيبة المستشارين والمتخصصين من رجال السياسة والاقتصاد والاجتماع والقادة العسكريين والامنيين والخطط والبرامج والتصورات المدعمة برؤية 2030التي لم يجد المواطن صداها او يقطف ثمرتها إلا في وسائل الاعلام السعودية وذات الدفع المسبق للتغطية على الحروب العبثية والرهانات الخاسرة والصفقات المفلسة وعجز الموازنة واختلاف أبناء الاسرة الحاكمة والسخط الشعبي نتيجة لارتفاع الأسعار وضعف الرواتب والاختلالات الأمنية التي ارقت النظام السعودي رغم الافراط في القبضة الأمنية ، إلا ان المواطن السعودي والعربي ينظر الى ان الوضع في السعودية معقد جداً وعواصف الداخل السعودي والدول المحيطة بها من اليمن وقطر والامارات وسلطنة عمان وسوريا قد تواصل استنزاف الرياض وضرب المملكة دون رحمة اذا استمر ولي العهد بالتورط في حروبه ضد الاشقاء والأصدقاء ولم يسارع الى احترام سيادة البلدان وتجفيف منابع الإرهاب والفكر الوهابي ووقف دعم المليشيات العقائدية واستجلاب مرتزقة العالم وبدء حوار حقيقي بغية التوصل الى السلام .



فالاعتماد على أمريكا في كل شاردة وواردة  لم يدوم وماكل مرة تسلم الجرة والشواهد في تخلي أمريكا عن ادواتها لاتعد ولاتحصى ولنا في شاه ابران محمد رضاء بهلوي والسادات ومبارك وغيرهم دروس وعبر محزنة ، فهل يعي ولي العهد الجديد والملك الفعلي للمملكة الواقع وأن لغة القوة والاستعلاء والاستقواء وجلب أسلحة العالم لم يغير من الامر شيء بل يزيد المظلومين صلابة وثبات وإرادة لغاية وهدف نبيل هو " التحرر" من الهيمنة السعودية وغيرها والاتجاه نحو العلاقات الأخوية واحترام سيادة الدول وقرارها السياسي.



الملاحظة الثانية ، لفت نظري التهنئة الخاطفة لرئيس الولايات المتحدة الامريكية التي دائماً مادوشتنا في وسائل الاعلام الدولية بتلك المصطلحات لشيء في نفس يعقوب وشن الحروب تحت ايقاعات الديمقراطية والحرية والديكتاتورية وتصنيف الدول والجماعات لنكتشف ان أمريكا أكبرتاجر حرب بشع ودولة مستبدة ومدمنة على الطغيان وأكثر وقاحة واستغلالاً وابتزاز للزعماء والملوك والشعوب من الأنظمة الملكية والرجعية بعد ان وظفت المنظمات الدولية ومؤسساتها وهيئاتها والمنظمات الحقوقية والإنسانية ، لنجد تلك القيم مجرد شعارات ويافطات وأصوات نشاز.



والثالثة لفت نظري حالة التضليل المبرمج والسقوط المهني والأخلاقي لقناتي العربية والحدث والابواق الأخرى التي تدور في فلكها أثناء تنصيب ولي العهد الجديد وطاقم البعة الذي تحول الى مجرد ديكور وببغاوات ناطقة ومسلوبة الارادة والمنشتات والعناوين الصفراء الى جانب الاثارة الغير مبرره واستغفال المشاهد ومحاولة تسويق الأكاذيب والافتراءات في بؤر التوتر.



ومما يؤسف له ان المواطن السعودي أصبح في آخر اهتمامات القيادة السعودية بعد ان افتقد حرية الراي والتعبير حيناً من الدهر وبقي مرتبه ثابتاً منذ ثلاثين عاماً وبلغت الحلقوم الحناجر.



فهل يحتكم ولي العهد الى لغة العقل والمنطق للجنوح بالسفينة ام يواصل الغرق وحينها لاعاصم من الله ؟




Shawish22@gmail.com


حول الموقع

سام برس