بقلم / عامر محمد الضبياني
جاء في كتب التفسير والسير بأن الله سلط علينا إبليس او تسلط علينا من أربع جهات، هي؛ اليمين بحيث يعمل على محاولة منعنا من أداء الفرائض والتقرب الى الله عز وجل بالطاعات، والشمال بحيث يزين لنا الشهوات ويدعونا إليها، والإمام بحيث ينسينا الدار الآخرة ويجعلنا نعيش في غفلة حتى يأتينا الموت فجأة ولم نكن قد عدينا العدة، والخلف بحيث يلهينا بالدنيا وعملها الفاني وحب الأموال والبنين وغيرها من أمور الدنيا وزينتها.

هنا قد يقول البعض منا طالما وإبليس قد تسلط علينا نحن بني آدم من جميع الجهات فماذا تبقى لنا؟؟ وهذه هي مشيئة الله ولا حول لنا ولا قوة.. ولكن في الحقيقة لم يكن إبليس هو سبب كل هذا.. ومثال على ذلك هو أن الله عز وجل جعل الشياطين مصفدة في شهر رمضان ومقيدة ومع هذا تجد الإنسان يقبل على المعصية.. بمعنى ان ابن آدم هو الشيطان وليس إبليس خصوصا أولئك الذين يرتكبون المعاصي في رمضان.

هنا بقي معنا خط واحد وهو لم ولن يستطيع إبليس بجميع حيله واغراءاته ان يتسلط علينا منه وهو خط مستقيم حفظه المولى عز وجل من الشياطين وجعله بمثابة المحك الذي اذا لم نحافظ عليه قامت علينا الحجة وهو الطريق الوحيد الذي من خلاله نحصن به جميع جهاتنا ونهزم إبليس وأنصاره لنعيش في أمن وأمان. لأن من تسلط عليه الشيطان ظل عمله في الدنيا والآخرة وأصبح من الخاسرين.

هو خط واحد نعم، قال عنه بعض العلماء بأنه لولا هذا الخط لتسلط إبليس على بني آدم وما بقي في الأرض شخص واحد يعبد الله.. وهذا الخط هو خط رأسي يربط الإنسان بخالقه فورا.. ولا يمكن للشيطان اختراقه، فبتسبيحك واستغفارك وذكرك لله يظل خطك هذا نشطا وباب التوبة مفتوحا وجميع الذنوب والمعاصي مغفورة بإذن الله، ومن خلاله ايضا تنشئ حولك دائرة تحصنك من إبليس من جميع الجهات.

فللاستغفار والذكر فؤائد عظيمة منها درء العذاب وقبول التوبة وعصمة من المعاصي فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (الإستغفار ممحاة الذنوب) وفي حديث آخر بمعناه (كل كلام ابن آدم عليه الا الذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) واخيرا قال تعالى في سورة البقرة (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) صدق الله العظيم.

حول الموقع

سام برس