بقلم / محمود كامل الكومى
رغم لباقته ونبرات صوته الهادئة , اِلا أن كلماته بالأمس 2082017كانت زئيراً لأسد خارج لتوه من غِمار معركة ضروس ضد ذئاب الغابة , دافع فيها عن عرينه ( المتمثل فى جيشه وشعبه ووطنه) فأدمى الذئاب المسعورة وأردَاها قتيله أو فارة من من ميدان القتال أو منتحرة بعد الحصار والتضيق عليها فى كل دار >

حتى الضباع الجالسة على عروشها فى الدوحة والرياض تموت الآن كمداً فى قصورها وعلى بعد آلاف الأميال , بعد أن راهنت على الأسد وأشباله طيلة سبعة أعوام فخسرت خزائنها من الأموال وشرفها ذاب فى الأوحال وأنكشف ذيلها الذى تحركة الصهيونية والأستعمار.

"بشار"فى كلمة له خلال افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية والمغتربين , يبشر بالنصر الذى بدى يلوح فى الآفاق , وبسورية تتعالى على الجراح وبأمل من فوق الأطلال يمحو الخراب ويعيد للشام عبقها ونورها الوضاء.

الغرب يعيش اليوم صراعا وجوديا كلما شعر أن هناك دولة تريد أن تشاركه في دوره, لذا كانت هجمته على سورية التى دفعت ثمنا غاليا في هذه الحرب لكن تمكنا من إفشال المشروع الغربي,فكلام الأسد أفعال وعنده أن ثمن المقاومة هو أقل بكثير من ثمن الاسستلام.

التمرس فى الحرب أعطى الأسد رباطة جأش وبأساً شديداً وثقلا عتيدا , ًفقد ثبت لديه أن الغرب كالأفعى يغير جلده حسب الموقف وأنه دائما نتيجة غروره ينتقل من ورطة لورطة أخرى ولذلك لا ثقة فى الأمريكان والغرب أبداً طالما أسرائيل ركيزتهم فى عالمنا العربى , فعلينا أن نتوجه اقتصاديا وثقافيا وسياسيا شرقا.

زئير الأسد كان الأقوى , لا مكان لفكرة أمر واقع أو تقسيم في سوريا - فسوريا موحده لامجال لغير ذلك من كلام - لن نسمح للأعداء والخصوم أن يحققوا بالسياسة ما عجزوا عن تحقيقه بالإرهاب, كان هذا جرس أنذار .

الفرق بين التحالف والحلفاء ظاهر للعيان ...
الأول تحالف ضد سوريا لتفكيك جيشها وتفتيت أرضها , والثانى , حلفاء من أجل سوريا موحده ومن أجل تغضيد الجيش السورى , لذا كان لابد من توجيه التحية لحلفاء سوريا أيران ومرشدها , وروسيا ورئيسها وحزب الله وحسن نصر الله , والصين فى المحافل الدوليه كانت تكبح جماح الذئاب بما تملك من فيتو فى مجلس الامن فالشكر موصول لهم من الأسد والشعب العربى فدعم أصدقائنا المباشر سياسيا واقتصاديا وعسكريا جعل إمكانية التقدم في الميدان أكبر والخسائر أقل وهم شركاؤنا الفعليون.

وستكتب فصول عن أصدقائنا في روسيا وإيران وحزب الله عن مبادئهم وأخلاقهم- - ومن هنا أختلطت دماء شهداء الحلفاء بدماء الجيش السورى المغوار تروى قصة سوريا لتظل قلب العروبة , واندثرت جامعة النعاج العربية أسيرة القرار الخليجى الصهيونى ,ورغم من تبقى من عقلاء العرب لكانت المحلل للعدوان على سوريا .

أكل الأسد الضباع , وقضى جيشنا العربى السورى على الأرهاب ومازال ينظف الفئران المذعورة من الشقوق والجدران , وأنغمست أنياب الأسد فى مجلس التعاون الخليجى تنزع منه آليته الصهيونيه لتدمير الدول العربية ,فتعرت قطر وحكامها وصار العداء بينها وبين السعوديه والبحرين والأمارات أشد وأنكى ,وفُضِحَ كلا منهم الآخر برعايته واحتضانه للأرهاب , وبدى أن لعنة سورية ستحل على حكامهم اِن عاجلا أو أجلا .

لذا فالكل يخاطب الأسد الآن والأسد على عرينه يضع الشروط والأصول ويقول :لن يكون هناك تعاون أمني ولا فتح سفارات ولا دور لبعض الدول التي تقول إنها تسعى لحل إلا بعد أن تقوم بقطع علاقاتها بشكل صريح ولا لبس فيه مع الإرهاب- وحتى الضبع القابع فى تركيا كان مصيره مع الأسد كحكام قطر والسعودية فلجمه الأسد حين قال :أردوغان يلعب دور المتسول السياسي بعد فضحه في دعم الارهابيين ولا نعتبر الطرف التركي شريكا ولا ضامنا ولا نثق به.

يبقى للأسد أن يروض الذئاب , فالغرب ماعاد يتحدث عن سوريا اِلا فى حضن الأسد , وأمريكا تدنو وتقترب , وتبيع حلفائها من المعارضة السورية بأبخس الأثمان تقربا وتزلفا من الأسد الذى ماعادت تنطلى علية أساليب الثعابين والحيات - والعدو الصهيونى يطلب التهدئه على الشريط المحازى للجولان بعد أن فقد عملائه من المعارضة بأندحارهم على يد الجيش السورى , فالصواريخ السورية وصواريخ حزب الله صار فى أمكانها أقوى مماكان .

المستقبل لسوريا

التوجهات المستقبلية للسياسة السورية حددها الأسد بالاستمرار بسحق الإرهابيين وكذلك المصالحة كفرصة لحقن الدماء

علينا أن نتوجه اقتصاديا وثقافيا وسياسيا شرقا

الإنجازات العسكرية لقواتنا المسلحة كانت هي الحرب وكانت هي السياسة .

وعلى الشعوب العربية أن تعِ جيدا أن نضال الشعب السورى والجيش العربى السورى وزئير الأسد كانوا جميعا حائط الصد الأخير الذى تكسرت عليه أمواج مؤامرة الشرق الأوسط الكبير الذى تقوده أسرائيل لتذوب فيه الدول العربية شرذمات هلاميه تظل تتناحر فيه شعوبها حتى يُقضى عليها , لذلك فلابد لكل فرد من أفراد شعبنا العربى أن يسارع الى سوريه يرد لها جزءاً من الجميل , ولابد لهذا الشعب أن يقاضى كل الحكومات التى مولت الأرهاب على سوريا ويقبض عليهم  ويقدمهم للمحاكمة  أمام المحاكم الوطنية والدوليه ويقتص منهم بأنزال أقصى العقوبة عليهم كمجرمى حرب مع تعويض الشعب السورى ودولته عن كافة جرائم القتل والتدمير التى لحقت بسوريتنا الحبيبة .


*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس