بقلم / حمدي دوبلة
اذا كنت محظوظا وتمكنت من مشاهدة جلسة من جلسات مجلس الامن الدولي المخصصة لبحث الاوضاع في اليمن فاول شعور ينتابك هو ان هذا العالم بكل مكوناته قد اجمع امره وقرر مواصلة حرب الابادة الشاملة على الشعب اليمني.

هناك تحت قبة المؤسسة الكونية الاكبر والاهم تكتمل الصورة وتستوفي الجريمة اركانها بمسئولين يمنيين في ثياب شرعية خارجية وزراء وسفراء ومندوبون "شرعيون" يتحدثون عن معاناة الشعب الضحية ولاينسون ابدا الاشادة بالجلاد واعلان عظيم الثناء والامتنان لمايقوم به "القاتل" من انشطة انسانية كبرى لاغاثة البلد المنكوب وبمبعوث اممي وجد في دماء ودموع اليمنيين تجارة رابحة واستثمار يسير واذا به على دابه القديم في تكرار المغالطات وممارسة التضليل الواسع والتفاني في سبيل تبرير جرائم العدو وتبرئة ساحته وايراد كل مامن شانه خدمة مخططاته الخبيثة دون ان تهمل الجلسة الموقرة عرض شئ من الصورة الانسانية الجميلة للمنظمة العالمية في محاولة لتجميل شيئا من بشاعة وقبح "الامم" واضفاء مايمكن من الرتوش لاخفاء عورات وسوءات كثيرة للمنظمة الاممية كشفتها دماء اليمنيين من النساء والاطفال طيلة الثلاثة الاعوام الماضية ليظهر وكيل الامين العام للشئون الانسانية مسلحا بمعلومات واحصائيات تحكي بعضا من الوان الماساة والكارثة غير المسبوقة التي يعيشها الشعب اليمني دون ان يذكر شيئا عن الاسباب الحقيقية لما آلت اليه الاوضاع ولاعن القاتل الذي تمادى كثيرا في ازهاق ارواح الابرياء وتدمير مقومات الحياة الانسانية لترفع الجلسة دون ان تتطرق الى الحلول والاجراءات اللازمة لوضع حد لهذه الجريمة بل وباعطاء الضوء الاخضر للمجرم الفاحش الثراء بمواصلة جنونه وجرائمه النكراء بحق الانسان اليمني والانسانية جمعا.

الشعب اليمني لم يعد يكترث او يلقي بالا للمجتمع الدولي بعد ان ادرك بانه ليس اكثر من كيان كبير امتهن الارتزاق واصبح دمية بين ايدي اثرياء ومفسدي هذا العالم ولايعني هذا الشعب الصابر تلك الترهات والمداولات التي تدور في اروقة مؤسساته الكبرى ولا مايصدر عنها ولم يعد يراهن شعبنا بعد الله عزوجل الا على صمود ابنائه وسواعد ابطاله في الجبهات وعلى ثبات وتماسك الجبهة الداخلية التي بات العدو يُمني نفسه باختراقها وزعزعة اركانها وهنا نناشد قادتنا الحكماء من قيادة الاحزاب والقوى السياسية الوطنية المناهضة للعدوان بان يعملوا بكل قوة وباس على تثبيت وترسيخ الجبهة الداخلية وتجاوز اي تباينات وخلافات قد يحقق العدو واذنابه من خلالها ان حدثت لا قدًر الله مالم يستطع تحقيقه قرابة ثلاثة اعوام من عدوانه الغاشم الذي استعان فيه بكل اسلحة ومرتزقة العالم لكنه انكسر وانقلب على عقبيه يجرجر اذيال الهزيمة والخسران بفضل الله وصمود وكبرياء اليمنيين التي طاولت الجبال وقهرت المستحيل وبات الوطن قاب قوسين او ادنى من بلوغ الانتصار الكبير فلا تخذلوا هذا الشعب الأبي بخلافاتكم وتُفسدوا عليه صموده الاعجازي العظيم.

"يوميات صحيفة الثلاثاء 2017/8/22"

حول الموقع

سام برس