بقلم / أحمد عبدالله الشاوش




تأتي الذكرى الخامسة والثلاثون على تأسيس المؤتمر الشعبي العام ، لتؤكد مجدداً " ثقة " ملايين اليمنيين على عظمة هذا التنظيم ، وعنفوان حزب الشعب التي انصهرت فيه كافة التيارات والأحزاب السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية لتكون خلاصة الخلاصة للخبرات والكوادر الوطنية المؤهلة التي مهدت الطريق لتأسيس ووضع مداميك التعددية السياسية في  اليمن والانطلاق نحو المستقبل الواعد بعيداً عن الفوضى والتآمر والتبعية والصراع مع الجبهة الوطنية وحمى الانقلابات.




وانطلاقاً من المسؤولية الوطنية والأخلاقية والدينية والتاريخية وبرؤية سياسية ناضجة ، ونظرة ثاقبة ، وحكمة نادرة وتنوع ثقافي واسع والمام بالعادات والتقاليد والأعراف اليمنية ومعرفة نفسية واتجاهات وتطلعات الشعب اليمني ، شرع الرئيس السابق – رئيس المؤتمر الشعبي العام – الزعيم – علي عبدالله صالح مع كوكبة من العظماء والحكماء والشخصيات الاجتماعية الى وضع البذرة الأولى لتأسيس المؤتمر الشعبي العام ايذاناً بإشراقة شمس " الحرية" صباح الـ 24 من أغسطس 1982م ، بعد أن توصلت القوى السياسية والمشارب الفكرية والوجاهات الاجتماعية الى اتفاق سياسي تاريخي بشر بميلاد الميثاق الوطني العقد الذي اتفقت عليه الامة - برنامج عمل سياسي حمل العديد من العناوين الرئيسة مثلت معالم الطريق ، وبوصلة ساعدت ربان السفينة اليمنية على مواجهة ومصارعة الأعاصير الشديدة والتجاوزات والأزمات والرسو نحو بر الأمان ، في منطقة تعج بذئاب الاستبداد وتضربها اعاصير الرجعية والأنظمة الملكية الفاسدة ونوايا دولية خبيثة ومتربصة ترى في مصابيح الحرية نوراً للشعوب وأصواتها المتزنة برنامج حياة ومنطقها خطورة يقوض جبروت ملكها الطاغي ويقمع شهواتها الشيطانية ،  ما حرك فيها مشاعر الحقد من هذه الخطوة الجريئة والتحول الصاعق الذي أبهر الغرب والشرق وولد روح العداء والكراهية والانتقام والتآمر على هذا التحول الفريد والمنجزات العظيمة والقفزة النوعية في جميع مجالات الحياة والتي لا ينكرها إلا جاحد أو مريض .




ورغم ان هذه الذكرى العظيمة التي تأتي في أحلك الظروف وأخطر محطات تاريخ اليمن الذي يتعرض لعدوان وحصار سعودي متوحش ناصب العداء التاريخي  للشعب اليمني وبث " سمومه " في جسد اليمنيين بكل بشاعة  ، وغزو اماراتي " معتوه"  تشرب من دماء اليمنيين دون أي ذنب أو جريمة ، وعدوان امريكي تنكر لكل المبادئ والقيم الإنسانية والمثل الديمقراطية وخطط وسلح ودمر ما تبقى من تنمية ومقدرات اليمنيين ، الا أننا معشر اليمانيون الذين آزروا الرسول صلى الله عليه وسلم  ونشروا الإسلام الى كل اصقاع الأرض ، لن ولم يخيفنا او يعيقنا أياً كان مهما كان حجم الدمار و الجراح ومهما كان الخلاف والاختلاف بيننا ، فنحن أكبر من ذلك لأننا أصحاب حضارة جذورها ضاربة في أعماق التاريخ ،  بدليل قول خاتم الأنبياء والمرسلين ، جاءكم أهل اليمن هم أرق  قلوباً وألين أفئدة.




ولذلك فإن اليمانيون بمختلف اتجاهاتهم ومشاربهم السياسية يتدفقون من كل حدب وصوب الى العاصمة صنعاء والتوجه الى ميدان السبعين  للمشاركة الفعالة في مثل هذا اليوم المشرق  الـ 24 من أغسطس 2017م ،  للاحتفال بمناسبة مرور 35 عاماً على تأسيس المؤتمر الشعبي العام ، حزب " الوسطية والاعتدال والثوابت الوطنية ، كما ان الحشد الكبير والتنظيم الدقيق والتلاحم الوطني والمعنويات المرتفعة والإرادة  الحرة والنضال الكبير والصمود  الأسطوري والانتصارات العظيمة للجيش واللجان الشعبية في كافة ميادين الشرف والهزائم الكبيرة والخسائر الفادحة والجنائز والجثث المتبعثرة للعدوان ومرتزقة في الصحاري والقفار والجبال والاودية والطرقات ، هي الوقود والطاقة التي دفعت  الملايين من أبناء اليمن من المؤتمريين وتحالفهم وانصارهم ، وانصار الله وحلفاؤهم وأنصارهم  وكافة كوادر الأحزاب التي ترفض العدوان والحصار ولم تتلوث بالفكر والمال لتشكل في مثل هذا اليوم صفاً واحداً ، ومشهداً عظيماً ولوحة وطنية عظيمة مجسد ة اللحمة والوحدة الوطنية التي يحاول البعض هنا وهناك ضربها ورافضة لعدوان دول التحالف والحصار الظالم  بعد ان علموا وعايشوا وتيقنوا حجم مؤامرة آلـ " سعود " والجلاد الأمريكي والعدو الصهيوني وأطفال الامارات والدور المشبوه للأمم المتحدة ومجلس الامن والمنظمات الحقوقية والإنسانية والنوايا الخبيثة والمخطط الجهنمي الذي أتضحت معالمه وأهدافه المتمثلة في احتلال اليمن وتجزئته ونهب ثرواته والفتنة بين شعبة للدخول في حرب أهلية.




ولذلك فإن هذا الحشد العظيم يسطر العديد من الرسائل المحلية والإقليمية والدولية في تصوري :




الرسالة الأولى .. ان المؤتمر الشعبي العام هو حزب الشعب بما يحمله من فكر نير وثقافة متنوعة ووسطية وثوابت وطنية قائمة على الحوار والتسامح والتصالح والتعايش ورفض الايدلوجيات المفخخة  ، وليس مجرد يافطة أو ملكاً لشخص او جماعة أو اسرة او سلالة.


  


والرسالة الثانية : ان المؤتمر الشعبي العام سيل جرار بقواعده ومناصريه ومحبيه وسفينة نجاة وصمام امان للنظام الجمهورية وأهداف ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر وسيادة البلد ، ومهما حاول العابثون والمتهورون الاخلال بتلك القيم والمبادئ مصيرها الفشل .




الرسالة الثالثة : المشهد العظيم في السبعين للملايين المتدفقة والسيول الجارفة والاعاصير العاتية من كافة التيارات السياسية يؤكد التجديد على الاجماع الوطني للوقوف ضد العدوان ورفع الحصار السعودي والاماراتي والامريكي وتجاوزات الأمم المتحدة وخونة الداخل ومرتزقة الخارج ، لان  شرعية الأرض أقوى بمليون مرة من شرعية الفنادق والفلل والشاليهات في جدة والرياض وابوظبي وإسطنبول ولندن وواشنطن والقاهرة والأردن والدوحة بدليل رفد الجبهات عسكرياً  وسياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً للصمود ومقارعة العدوان.




كما ان هذا الطوفان اليمني يؤكد ان " السلام " وليس الاستسلام هو خيار اليمنيين وان الرهان على تصدع الجبهة الداخلية او التحالف بين المؤتمر وانصار الله ليس من مصلحة الطرفين ولا الوطن ، وأن الاصنام والدمى التي خانت بلدها لا يمكن ان تحافظ على بلدان  الدول التي تستأجرها لأنها أدمنت التنقل من حضن الى اخر ومعاشرة  الساسة وإنتاج المواليد السفاح .




فهل تعي دول الافك والغرور حجمها بعد ما يقرب  الثلاث سنوات من الصمود والانتصار العظيم للشعب اليمني والهزيمة والعار  لتحالف العدوان والسقوط المريع للرهان الاممي!!؟





حول الموقع

سام برس