بقلم / عبدالله القاضي
وجه مجلس الأمن الدولي في ختام جلسة استثنائية عقدها اليوم الجمعة بشأن اليمن، دعوة إلى أطراف النزاع. حيث دعا إلى تسهيل الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية، كما دعا إلى السماح بوصول المساعدات عبر جميع منافذ اليمن.

يأتي اجتماع مجلس الأمن اليوم الجمعة بصورة استثنائية بعد أن وصل الوضع الإنساني في اليمن إلى حد الكارثة وذلك لعدم صرف رواتب الموظفين، وانتشار مرض الكوليرا بشكل كبير، وكذلك تفشي الفساد المالي ونهب ثروات البلاد لحسابات شخصية وجهوية مما أدى إلى وصول حد المجاعة لشريحة كبيرة من أهل اليمن.

أما عن توقيت هذا الاجتماع فيأتي بعد تعقد الوضع السياسي والعسكري في اليمن مما ينبئ بطول فترة الصراع، ولكن بالمقابل هناك خطة سعودية لإنهاء الحرب في اليمن قبل تعقد الأمور أكثر، وما يدلل على ذلك تصريحات وزير خارجية ما تسمى بالشرعية عبد الملك المخلافي أثناء كلمته في جلسة مجلس الأمن اليوم "إننا متمسكون بالحل السياسي والسلمي في اليمن الذي يحفظ أمنَه واستقلالَه ووحدتَه وسلامةَ أراضيه والقائم على المرجعياتِ الثلاث المتفق عليها محليا وإقليميا ودوليا وهي المبادرةُ الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجاتُ الحوار الوطني وقراراتُ مجلس الأمن ذات الصلة وعلى رأسها القرار 2216"، وذلك بعد أن كان عبد ربه مصرّاً على الحسم العسكري.

كما أن الوضع الداخلي بين مكوني ما يسمى بالمجلس السياسي في صنعاء قد بدا واضحا وجليا الخلاف بينهما، حيث كان أكثرها وضوحا مبادرة مجلس النواب التي صاغها المؤتمر الشعبي العام في الخفاء وصدق عليها مجلس النواب الذي يحوز فيه المؤتمر على أكثر أعضائه ورفضها ضمنيا من جانب الحوثيين لوصفهم لمجلس النواب بالخيانة وعدم الوطنية والتفريط بالسيادة، كما اشتد الخلاف أكثر بين الحوثيين و المؤتمر الشعبي العام لرفض الحوثيين تظاهرة المؤتمر التي ستقام في ميدان السبعين، حيث دعا الحوثيون مساء الخميس أنصارهم إلى الاحتشاد في مداخل العاصمة صنعاء في 24 من آب/أغسطس الجاري وهو موعد تجمع أنصار حزب المؤتمر_الشعبي العام في الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الحزب بميدان السبعين، حيث وجه رئيس اللجنة الثورية للحوثيين "محمد علي الحوثي" بياناً رسمياً إلى أنصار جماعته للاحتشاد يوم الخميس القادم 2 ذي الحجة على مداخل العاصمة صنعاء، مما قد يحصل الصدام المسلح بين الجانبين ما قد يدفع بطرفي الصراع الدولي الإنجلو_أمريكي بتحاشي ذلك خوفا من كليهما على مصالحه وذلك عبر صفقة يكون من خلالها الدفع بعجلة السلام عن طريق الإمارات والسعودية، إما بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل جميع الأطراف، أو بإقصاء طرف على حساب طرف آخر حسب ما تقتضيه مصلحة من يدعم ويشرف على المستوى الدولي.

ومع ما قد يحدث في أزمة اليمن من تحولات قد يصل بها الحال إلى حلول عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلا أنها حلول ترقيعية مؤقتة يكون بموجبها عودة رموز العمالة والفساد إلى الحكم مرة أخرى ليستمر ارتهان اليمن وأهله للغرب الكافر عن طريق وجوه العمالة العتيقة، قد يتجدد الصراع فيما بينها في أي وقت "وكأنك يا أبا زيد ما غزيت"!

إن الانعتاق الحقيقي هو في وحدة أهل اليمن وانصهارهم ضمن أمة الإسلام تحت ظل دولة تحكم بالإسلام لا سواه فتطبقه في الداخل بين رعيتها وتحمله للعالم بالدعوة و الجهاد رسالة رحمة وهداية ونور، ولعله يكون قريبا، وما ذلك على الله بعزيز.

حول الموقع

سام برس