بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
يتساءل السواد الأعظم من الصحفيين والإعلاميين اليمنيين عن مصير نقابتهم ، وحالة الغياب الملفت لقيادة النقابة ومجلسها الموقر الذي يعاني من حالة احتضار وموت سريري ، في ظل انشغال النقيب ، وتواري الأمين العام ، وغياب الخمسة أهل الكساء لمجلس النقابة ، نتيجة للصراعات السياسية والانتماءات الحزبية والشللية والمصالح الضيقة التي عصفت بسمعة النقابة وزلزلت كيانها وهزت ثقة أعضاءها في " ملالي " السلطة الرابعة ، الذين صعدوا بسرعة البرق بأصوات زملائهم الذين توسموا فيهم الخير، لكنهم عضوا على تلك المناصب بالنواجذ رغم انتهاء المدة القانونية لانتخابهم وكأن فوبيا عسكرت النقابة حالة مرضية متوارثة في اليمن.

كنا نأمل استشعار المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية ووخز الضمير والنظر الى جميع الصحفيين والإعلاميين بعين واحدة ، بعيداً عن الهوى والمزايدة والتصنيفات المناطقية والايدلوجية ، والبحث عن حلول ناجعة لمعالجة المشاكل والمعوقات التي حولت الصحفيين الى بطون جائعة وأفواه عاطشة وأقلام مترنحة وأجسام نحيلة تعصف بها الإيجارات المتراكمة والامراض المزمنة والسجون الموحشة والاعتقالات المرعبة والمآسي الموجعة ، والتهديدات المتواصلة ، لكن شاهد الحال يؤكد أن أذن من طين وأخرى من عجين ، طالما "ملالي " نقابة الصحفيين اليمنيين مستفيدين في الجاهلية والإسلام ، مرتبات وسفريات ومؤتمرات ومكافآت وفنادق خمسة نجوم وتمثيل أكثر من وسيلة إعلامية بعد ان صعدوا على اكتاف زملائهم وفتحت لهم ليلة القدر، لكنهم لم يقدروا النعمة ويتحسسوا مآسي زملائهم والمعيشة الضنكى.

كما ان تجرد قيادة النقابة عن المبادئ واللوائح والأنظمة والقيم السامية التي أنشئت من اجلها ، وحالة اللامبالاة والعهود والمواثيق التي قطعوها خلال الحملات الانتخابية السابقة للدفاع عن أعضاء والاهتمام بمنتسبي النقابة وحماية حقوقهم وحرياتهم وكرامتهم والارتقاء بالمستوى المعيشي ، بعيداً عن الواقع ومجرد كلام استهلاكي ، وشبيه بالمواعيد العرقوبية التي كشفت عن خلل وتقصير كبير .

ورغم ذلك التجاهل والهروب مازال جميع المكلومين يتطلع الى ان يتفاعل ويعمل الخمسة الكبار بمجلس النقابة + أثنين بروح الفريق الواحد بعيداً عن النزعات والاحقاد والاهواء وأن يحترموا الثقة الكبيرة التي نالوها ، والعهود التي قطعوها للارتقاء بالعمل النقابي وتخفيف الهموم والمشاكل التي قذفت السواد الأعظم من الصحفيين الى تحت خط الفقر.

ومازال الجميع يطمح الى ان تتواصل نقابة الصحفيين مع حكومة الامرا الواقع في صنعاء او حكومة الشرعية لصرف رواتب الصحفيين والإعلاميين أسوة بالقضاة ووفقاً للقانون ، والتفاعل مع الاتحاد الدولي للصحافة والمنظمات الدولية والإنسانية لاعتماد مواد غذائية للبقاء على قيد الحياة بعيداً عن الكولسة والانتقام ونغمات التشكيك والتفرقة ، لاسيما وان قادة النقابة وبعض الصحفيين المحسوبين على شلل وتيارات بعينها تتسلم مرتباتها أولاً بأول كما يتسلمها قادة النقابة ما يوجب الهمز واللمز والضغينة بين أبناء صاحبة الجلالة.

ورغم تلك الوقائع والانتقاد ، إلا انه احقاقاً للحق ومن باب الانصاف يظل الزميل " نبيل الاسيدي " هو الشمعة المضيئة التي مازال الكثير من الصحفيين يكن له كل الاحترام والود لمواقفه المشرفة واستشعاره للمسؤولية ودفاعه عنهم وتفاعله مع الزملاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها ، في حين غاب الاخرين ، مايطرح أكثر من علامة تعجب واستفهام.

ومن المؤسف والمخجل أنه في غياب دور نقابة الصحفيين اليمنيين ، برزت نقابة "الجزارين " ونجحت نقابة " الحلاقين" وتفوقت نقابة "الكفيفين" وتميزن نقابة "الصم والبكم" وانتعشت نقابة "البائعين" ونشطت نقابة العمال والبلديات وحافظت نقابة المهندسين والصيادلة ،،، على كوادرها في حين تعثرت نقابة" الصحفيين" التي تعمل على توجيه الرأي العام ، وتفتقده بنفسها لتجرد البعض عن المشاعر الإنسانية وعدوى الانانية والتنكر للقوانين واللوائح وفقدان الضمير.

أخيراً رحل الكثير من الصحفيين الى الفردوس الأعلى جوعاً ومرضاً وقتلا واغتيالاً وكمداً ، وطرد الكثير من مساكنهم من قبل المؤجرين وملاحقة أصحاب البقالات والتجار ، وضاع البعض في دهاليز القضاء ، وشاهدت بإم عيني الكثير من نبلاء الصحافة وشرفاء الاعلام يتضورون جوعاً في بيوتهم دون أن يجدوا قيمة قطعة " خبز او حبة زبادي أوعلبة " انسولين" ماجعلهم صغاراً أمام أولادهم،،، رغم الاغراءات والمساومات للتخندق في صفوف الباطل هنا وهناك ، لايمانهم بشرف وأخلاقيات المهنة وحب اليمن .

فهل يعي قادة نقابة الصحفيين اليمنيين حجم المأساة والمعاناة الإنسانية والتقصير الكبير ، مالم فالاستقالة اشرف من المتاجرة بدماء الصحفيين و الصعود على جثثهم ، لاسيما بعد ان انتهت المدة القانونية لانتخابهم و أصبحت النقابة بلاشرعية والبيانات لاتسمن ولاتغني من جوع... أملنا كبير

Shawish22@gmail.com


حول الموقع

سام برس