بقلم / أحمد الشلفي
قلت قسوت عليهم قليلا… لكن دعنا نتفق مبدأيا ومن خلال قراءة سياق الأحداث أن الأصلاح يحتاج لأن يكون حالة سياسية ذكية. هو لم يستطع أن ينتقل لهذه الحالة برغم مراكماته الكثيرة في السياسة قبل الربيع وبعده أي في عهد الاستبداد ثم في عهد الثورة علي الاستبداد ثم في حالة محاولة دفنه باعتباره أهم محركات الربيع.

بمعنى.. أنك لاتستطيع أن تستخلص من الإصلاح نتيجة لحالة لايريد ولا يستطيع الوصول إليها . هوحاليا ورغما عنه مثل الغراب الذي كان يريد التحول لطاووس فلم يستطع أن يعود لحالته الأولى. لاهو حزب حاليا ولاثورة سلمية ولامقاومة مسلحة طبعا بفعل الظروف بالتأكيد. طبعا لاتستطيع أن تقول للإصلاحيين هذا الكلام لأنهم فعلا ضحوا وقدموا الكثير .. لكن يتردد الكثير من اللغط الآن داخل قياداتهم وقواعدهم خاصة مفاده لماذا نستمر في فعل ذلك؟ عموما هم الآن بالتأكيد في مأزق ليس من صنعهم فحسب ولكن من صنع المؤامرة أيضا. تصريح نجيب غانم عن مقتل ١٢ الف شهيد من الاصلاح خطير جدا .

ليست المسألة في من ربح ومن خسر.. فالحرب مسوغها وطني بالتأكيد ولكن لوهلة قلت هل إن قيادة الإصلاح عندها مسؤولية تجاه هذا الرقم الهائل والكبير من القتلى؟! قد يقول قائل : في المعارك الوطنية ليس هناك حسبة على هذا النحو . ولكن عليك وأنت تقرر مصير أفرادك أن تجيب على سوال واحد هو لماذا؟ أو على الأقل تعرف متى تتوقف وكيف ستبرر مافعلت عندما تكون في وقت من الأوقات غير متأكد من شيء ما. حول الإصلاح كل مصادر قوته إلى ضعف .. لديه ماكنة إعلامية قوية جمدها . لديه اعضاء متمردون يستطيع الاستفادة منهم في مثل هذه الحالات ارسل رسائل سلبية لهم . ولا أعلم ما الذي يجري في أوراق القوة الأخرى. هناك قاعدة مهمة وهي أن مصادر قوتك إذا استغنيت عنها في حال احتجت إليها ترتد ضدك.

ماعلينا نحن ندردش .. لن نتوهم أننا نغير في مصائر الأمم هذا وهم الضائعين لأن الأمم تتغير بفعل السنن وبفعل الجهد الجماعي والحركة الإجتماعية المستمرة . وكل هذا متوفر الآن والإصلاح جزء من المجتمع وإن كان الأقوى حاليا . لكن توهم القوة والتمكين أيضا معضلتان أمام تطور الشعوب وعزتها وقوتها . قوة الحق هي السبيل لكفاح أي أمة ولانتصارها، وأدواتها في السلم والحرب المشترك الوطني تحت سقف الدولة الوطنية أيضا.

تصوروافي النهاية يجد الإصلاح نفسه أمام تصريح لبن سلمان الثلاثاء أمام وسائل الإعلام المصرية يقول إنه سيختبر إلتزامات الإصلاح أمامه ! بعد ١٢ ألف قتيل وشراكة سيختبرإلتزامهم ..تصريح مهين لليمن بكله لأن الذين يموتون في الأخير منا وعلينا يمنيون أيضا. ومن سيقرر هذا محمد بن سلمان !!!!

أخيرا ذكرت شيء لاأدري لم ذكرته وأنا ألاحظ التجربة الصومالية ..تخوفت من الصوملة إذ وأنا أراقب الحرب الصومالية شعرت الآن بأن الشعب الصومالي دفع أثمانا باهضة بسبب حرب قادها أمراء الحروب وجيرانه السيئون ولايعرف لماذا؟ أخاف من أن يحولنا السعوديون والإماراتيون إلى نموذح صومالي آخر. من حرب مقدسة لتثبيت ثورة فبراير وحماية الجمهورية ضد الإنقلاب وصانعيه الحوثي – صالح إلى حرب ( صوملية) تنتج طوائف وميليشيا وأمراء حرب لتمرير مشروعهم. ثم نسأل في الأخير ما الذي حدث ولماذا قتل منا ١٢ ألف أو مئة ألف. آه يا وطني … طولت عليكم بس قلبي يوجعني مرة .. طعم الدم والدمع والبارود في قلبي .

نقلاً عن صحيفة الخبر

حول الموقع

سام برس