بقلم/ محمود كامل الكومى
بطاقتى الأنتخابية معطلة , حاولت مِرارا أن أُلبى لها فِعلها , لكن من دون الأسم والرقم بدت , فالصمغ بديلا عن الأحبار اِستُعمِل , فألتصقت بما عليها من أوراق الزمن ,ودون جدوى حاولت أن أترفق معها لعلها تستجيب للرفق فتنفرد بعيدا عن مالصق بها , لكنها لاتنجلى , وأخيراً صارعتُها بقوة فنزعت مابين حناياها من ورق فأخذ معه بياناتها وهرب , وصارت بلا أسم ولارقم .

يسجل الزمن أن لى بطاقتان , مفترض أن أُعَبِر بهما عن رأيى فى حرية وأمان وأسجل بهما من هم يقومون على خدمة الوطن والمهنة التى هى أم المهن وصنوان الحريات " المحاماة"- بطاقاتى الأولى يخرج من بين تلابيبها الرئيس والنائب البرلمانى والمحلى , فتعثرت فى السياسة وغامت عنها النزاهة وصارت للنخاسة عنوان , وبدت دليل راسخ على بيع الأوطان ,للفساد عنوان وللمال السياسى ندمان ولرائحة الدخان , مدخنة سِناج , فى بداية الشباب كان لها رونق لكن مع السنين صارت كالعدم ورقة جرداء نزع منها الأسم والرقم , وصارت بلاقيم , طالما من هو جدير بأختيارها قد تجرد من القيم , ولذا قد عصت على الفعل , وقد صدرت بالأساس قبل الميعاد , فصندوق الأنتخابات هو فى الأول والآخر منتهى الديمقراطية , فى شرقنا العربى ,أستُأصل منها حركتها الديناميكية التى تسبق العملية الأنتخابية من مقاومة الفقر والجهل والمرض وتحقيق العدل الأجتماعى لابناء الوطن ,وأقتصر على الصندوق ليكون أثير من "هبر"بالمفهوم الشعبى المصرى , فصار الصندوق لايأتى اِلا بالذين يتوقون الى المال المنهوب والوطن المسلوب , فحمدت الله أن بطاقتى الأنتخابية صارت بلا أسم أورقم وبدت عصية على مافيا الوطن .

وبطاقتى الأنتخابية الثانية يخرج من بين ترائبها رئيسا لمحاماة العرب ,وأعضاء لنقابة المحامين فى مصر مفترض أنهم للدفاع عن الحق وحرية المواطن والوطن يجيدون الشموخ كأبى الهول والهرم , ويدركون مِن "ناصر " العرب أنه الزعيم الذى قاوم وصبر وللوطن والمواطن أنتصر.

لكن منذ سنوات أستعصت بطاقتى على الفعل , حاولت تفعيلها لكنى لم أعرف لها مكان , فيما بدت لى مؤخراً انها اختفت فى أحد جيبى روب المحاماة ! يسأل سائل وهل لروب المحاماة جيوب , وقد صنع بفتحات تُفضِى الى الفراغ دون جيوب , كما كفن الموتى , كدليل على أن المحاماة لاتجعل للمال عنوان يوضع فى جيب او مكان , لكنها من اجل الحق والحرية عنوان – المهم أن بطاقتى أستقرت فى أحد جيوب روب المحاماة الذى صنعوة الآن ,فأقسمت أَلا أستعملها , طالما أنحدرت المحاماة الى هذا الدرك الأسفل , وغدت تقنع بالمال والجاه والسلطان بديلا عن الحق وحرية الوطن والمواطن ,لتتماشى مع السلطان وحاشيته التى تحكم الآن.

فى كل عام يُنصب سيرك الأنتخابات على كافة أشكالها وألوانها وهجصهاوأكروباتها , مرة للرئاسة وأخرى للنيابة البرلمانية وثالتة للنيابة المحلية ,ورابعة للنقابات وخامسة للأندية , والجمعيات والسخافات والأشتغالات , وتفتح فى كل مرة خزائن الأموال لاِغراء الفقير والجوعان وللتجارة بأصوات الثكالى واليتامى والمساكين وابناء السبيل - ولكل من يقاوم الهم والغم وانتخابات يستحوذ عليها مافيا رجال الأعمال , يذهب الى جدران السجون فيطويه النسيان ويلقى حتفه فى خبر كان - فيفرضون الرأى الواحد وصولا الى الرئيس الواحد والنائب الواحد سلفا , بل انهم ينتهكون العقول فيصنعون لأنفسهم منافسين من ورق, لتضحى أنتخابات ديكورية كالعدم , المهم ان ينظر اليها على انها أنتخابات , وأنتهت .

بطاقتى الأنتخابية " السياسيه" التى تأتى بالرئيس ونواب برلمانه وحواريه واتباعة , وقد صارت بلا أسم ولارقم ,فصارت كالعدم ,مؤخرا سرى فيها حريق من ضيق وضجر نتج عنه نفس عميق فأحترقت وصارت رماد , وخلصت نفسى من عقدة الذنب طالما الشعب , قد صار أسير الغوغاء وأستحب البلهاء وانصاع لديماجوجية الفكر التى يمارسها علية أعلام رأس المال الحرام , وناجيت الله أن ينزل علية نبى يهدية الى من يعيد له رشده فيلهمه من جديد أن اسرائيل سبب البلاء وهى عدو الله والصراع معها صراع وجود , عسى أن يحميه الله ممن يأتون بأنتخابات هى صنع الصهيونية والأمبريالية الأمريكية , فيعى الطريق الى ديمقراطية صندوقها الأنتخابى نهاية الطريق , وليس أوله ,فيفضى الى أنتخابات نزيهه ينتج عنها من هم للوطن عيون وللحق طريق.

أما بطاقتى الأنتخابية النقابية , فقد أثرت على أن أمزق جيوب روب المحاماة الذى اتدثر به فى ساحات العدالة فتسقط على الأرض ليواريها الثرى,فالحق والعدل والدفاع عن حرية المواطن والأوطان ,لا تجاريها بطاقة تُفضى الى شخوص يشار لهم بالبنان أنهم للمحاماة عنوان , وانما سمة المحاماة رجالات عدل وحق ووطنيه يصولون ويجولون فى ساحات الحق والحرية ضد الظلم والأستبداد وضد انتهاك حقوق المواطن وبيع الأوطان ومن أجل الأمة العربية الواحدة .

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس