بقلم / عامر محمد الضبياني
مر العالم الإسلامي منذ بزغ فجر الإسلام قبل الف وأربعمائة عام بالكثير من المنعطفات التاريخية منها القوة والضعف والعزة والانحطاط، ولكن لم يشهد العالم الإسلامي ما يشهده اليوم من ذل واحتقار وتشرذم وانبطاح.

نعم يعيش العالم الإسلامي اليوم أسوء حالاته، ولعل انبطاح المصلين الذين كانوا قرابة المية مسلم بمسجدي نيوزيلندا واستسلامهم لقاتلهم يوم أمس، إذ سلموا رقابهم وإداروا له الظهر لأبسط مثال على حال الأمة الإسلامية اليوم.

حاولت ان امعن النظر وادقق في الفيديو لعلي أرى مسلما واحد وقف شامخا بوجه القاتل او قتل وهو يواجهه، فلم أجد سوى جموع إدارت الظهر وحاولت الاختباء خلف بعضها البعض وسد اذنيها، مستسلمة، مسلمة لقاتلها ليمعن الخبيث القتل بلا شفقة او رحمة.

الجدير ذكره إلى الأوروبي اللعين ظل يراقب المصلين قرابة ثلاثة أشهر فأدرك خلال مراقبته لهم نفسياتهم الضعيفة وحالة البؤس التي على وجوههم، نعم أدرك بانهم صيد سهل فهم لا يمثلون الإسلام بل يمثلون حال المسلمين اليوم.

الأوروبي اللعين استمر خلال الفيديو الذي صوره مباشر على مواقع التواصل أكثر من ربع ساعة، دخل وخرج مرارا وتكرارا، كان يعلم جيدا بأن عشرات الأشخاص الذين أمامه لن يفكر أحدا منهم في مقاومته، لذلك استخدم أكثر من آلة للقتل وغير أكثر من مخزن سلاح بكل أريحية وهدوء بال.

الأوروبي اللعين الذي اردى المسلمين في مسجدي نيوزيلندا ما بين قتيل وجريح في المرة الأولى، دخل مرارا وكرارا للاجهاز على الجرحى، ثم خرج للمرة الأخيرة الى الشارع ليجهز على كل من يحاول ان يفر دون ينال حسابه من أسلحته المتعددة.

مثال آخر لانبطاح الأمة العربية والإسلامية هو موقف الإعلام العربي المخجل تجاه هذه الحادثة والتي لو كانت من إرهابي مسلم او حادث دهس ردا على اعمال الصهاينة بحق اخوتنا في فلسطين لاستمرت التغطيات المباشرة لقنواتنا العبرية وتوالت الاستنكارات تلو الاستنكارات من مؤسسات دينية وإعلامية.

حول الموقع

سام برس