بقلم/ محمود كامل الكومى
مابين القصف الأسرائيلى الصهيونى على غزة المحاصرة , وقتل اطفالها , وشبابها المقاوم – واستشهاد المصلين المسلمين وهم يؤدون صلاة الجمعة , فى حادث المسجدين بنيوزيلاندا نتيجة أطلاق النار عليهم بفعل يمينى صهيونى متطرف ....ظلام الليل .

ولهذا لايمكن لأى عاقل يحترم عقله أن يستبعد دورالموساد وال C I A ,بل والمخابرات الأنجليزية والفرنسية فى صناعة الأرهاب.

صنعوا الأرهاب , وصدروه الى أفغانستان بديناميكية صهوينية أطلسية , لتدمير الأتحاد السوفيتى – نعم مول العملاء من بعض حكام العرب الأرهاب الأسود, وقدموا الأجساد المهترأة , ذات العقول المتحجرة , رغم أن كل الدلائل والمعطيات كانت تشير الى أن الهدف من الأرهاب هو القضاء على الشيوعية حتى يتم التفرغ لمحاربة الأسلام وترويع المسلمين - ويضحى أن أستعمال بعض من أنتسبوا للأسلام والعروبة من الحكام والأشخاص الموتورين , لايصم الأسلام ولا العروبة فى شىء , فهؤلاء فقدوا دينهم وأوطانهم بعد أن لفظهم هذا وذاك , وصاروا بعمالتهم صهاينة وأمبرياليين بأمتياز .

لم تكن كل مبادرات الصلح من جانب بعض الحكام العرب سوى ارهاب أبتداء من كامب ديفيد وأنتهاء بلقاءات حكام الخليج مع الصهاينة وأرسال مندوبيهم الى أسرائيل لتقديم فرائض الولاء والطاعة .

فكل عاقل ووطنى وقومى عربى يدرك أنه لايمكن ان يكون هناك سلاما بين طرفين أحدهما يقدم التاريخ والجغرافيا والقانون سنداً لحقه ( العرب) والآخر يؤسس دعواه( اسرائيل) على مجمع آله , اله نووى واله أمريكى وأله دينى ( حسب تعبير الاستاذ هيكل ), والدليل على ذلك أن ماقتل من الشعب العربى منذ أتفاقية كامب ديفيد وخلال ماسمى بمبادرات السلام الى الآن أضعاف من استشهدوا من العرب فى كل الحروب مع اسرائيل .

خلال ماسمى بثورات الربيع العربى عبث الأرهاب الصهيونى الأمبريالى بهذه الثورات وحولوها الى خريف وسواد – فى ليبيا كان التدخل المباشر , ومن قبل العراق , وفى مصر وتونس, تحولت ثورة الشعب فيهما الى حكومات تنتظم خطى الصهيونية والأمبريالية والنيو ليبرالية , التى ينظمها البنك والصندوق الدوليان .

وفى سورية , جردوا حملات الأرهاب من كل بقاع الأرض تعيث فساداً وتقتيلا فى شعبنا وأرضنا السورية ,بأيدى صهيونية أطلسية تعبث , وبتمويل أماراتى , سعودى , قطرى – أما اليمن فقد مُورس عليه ارهاب دولى يشنه الى الآن التحالف السعودى الاماراتى المبرمج صهيونيا وأمريكيا – وفى سيناء والجولان نشرت أسرائيل الأرهاب ونثرت أفراده فى ربوع سيناء وعبر الجولان وجنوب لبنان .

وبعد كل هذا القتل والدمارالذى ساد بواسطة الارهاب الصهيو أمريكى بدت مرحلة جديدة ممنهجة من الارهاب تشنها الصهيونية والإمبريالية على المسلمين وأماكن عبادتهم فى الدول الغربية نفسها , وكان المؤشر لذلك تصريحات وأفعال ترامب المناهضة للاسلام والعرب والمسلمين وأنتهاك رمزية العقيدة الأسلامية بنقل السفاره الامريكية الى القدس , والتغاضى فى معظم دول الغرب عن تصريحات متطرفة ومظاهرات يمينية تطالب بالعنف ضد المسلمين والعرب .

وفى لحظة قيام نتنياهو بتدمير غزة ,كان هناك من تشبع بالارهاب الصهيونى الامريكى وخطابه المعادى للاسلام والعرب والمسلمين فتم أعدادنفر لتنفيذ هذا الحقد الأسود , مجسِدا كل الأفكار البغيضة ومانضح به فكر ترامب ونتنياهو واليمين الفرنسى الانجليزى , فأمعن وضمر وحدد الزمان والمكان , وحمل سلاحة لحظة صلاة الجمعة والمساجد مكتظة بمن يأمها وأمعن فى قتل المصلحين وحصد ارواحهم فقتل وأصحاب مايجاوز المائة فرد مابين اطفال ونساء ورجال وذلك فى حادثة المسجدين فى نيوزيلاند , ومايؤكد أن هذه الحادثة مدبره , ذلك الخروج المفضوح والمشين لاحد أعضاء مجلس الشيوخ النيوزيلاندى وهوسيناتور يمينى أرهابى يبرر فعلة المجرم الهوجاء بقتل الابرياء من المسلمين اثناء الصلاة ويلصقها بالمسلمين انفسهم .

مرحلة جديدة اذن دشنتها الصهيونية والأمبريالية ,لتسعير الارهاب ضدالعرب والمسلمين بلورتها تصريحات ترامب ونتنياهو وأخذها اليمين الغربى (جرين كارت) ,يبيح القتل والترويع للمسلمين فى مساجدهم , وقد سبق حادثة نيوزيلاندا اعتداءات على كثير من المساجد وقتل للمسلمين .

ففى أسرائيل تستباح ليل نهار حرمة المسجد الأقصى والأعتداءات على المصلين تتواصل ,وتبقى حادثة المسجد الأبراهيمى الذى قتل الصهاينه فيها الساجدين بدم بارد ماثلة للعيان , وقد كانت نبراثا للمجرم القاتل فى المسجدين بنيوزيلاندا ,و فى كندا وبعض دول أوروبا الغربية ,
وقد فاضت مؤخرا بالحادث الأرهابى صبيحة يوم الجمعة 1532019 بالهجوم الممنهج على مسجدين للمسلمين بنيوزيلاندا يؤكد ذلك مانقلته القناة "13" الإسرائيلية مساء الأحد 173، عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "الإرهابي برينتون تارانت" منفذ الهجوم على المسجدين في نيوزيلندا زار إسرائيل قبل عامين".

وأضاف المسؤول بأن "تارانت وصل إسرائيل حاملا جوازه الأسترالي، وتم منحه تأشيرة زيارة مدتها 3 شهور في مطار (بن غوريون) الدولي".
و لأن القتلى مسلمين فلا داعي لتضخيم المسألة !!
ولأننا عرب و جب أن نُقتل دون أن نسأل !!
ولا زلت ابحث عن حاكم عربي من هواة التطبيع التآمرى مع أسرائيل يرى ان ماحدث ليس تصرف فردي.

ماجرى فى نيوزيلاندا من اراقة لدماء الساجدين , لايمكن أن يمر مرور الكرام , فكل من له عينين ولسان وشفتين يرى ويدرك انه مخطط للقضاء على المسلمين منذ القضاء على الشيوعية وتفكيك الأتحاد السوفيتى , وطوال هذه السنوات ونحن مغيبين ومعصوبى العينين , فهل ستعيد واقعةنيوزيلاندا التى سال فيها دم الابرياء , الدماء فى عروق العرب والمسلمين ,و الأدارك الى عقولهم ,ليواجهوا المؤامرة قبل أن تطبق على الصغير والكبير , والأسلام والعروبة – أم سنستكين ونظل – لااقول كالحمل الوديع – وأنما كالهبل والمجانين .!!

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس