بقلم/ محمود كامل الكومى
على الورق الآن وفى اجتماع وزراء الخارجية العرب تمهيدا لعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة المقرر عقده يوم 31 مارس الحالي, طُرِحَ جدول الأعمال فى أغلبه تماهى مع العدو الصهيونى ,فى مقابل ابادته للشعب الفلسطينى وتدنيس الأقصى ومحاولة هدمه وقراره , بأعتبار القدس عاصمة الدولة اليهوديه , يتمسك القادة العرب بمبادرة السلام مع اسرائيل , وتعظيما لدور أسرائيل الأرهابى فى الوطن العربى , تناقش القمة العربية طبقا لجدول الأعمال المقترح دورأيران فى المنطقة واتخاذها عدوا بديلا للعدو الصهيونى , وفى ذلك تَغيِبا للعقل العربى ووعى الشعوب.

لكن يبقى أن جدول الأعمال هلامى والقرارات الناتجة عنه صدرت قبل أن تنعقد القمة العربية بيومين فقد صرح مصدر دبلوماسى عربى من داخل اروقة اجتماع وزراء الخارجية العرب أن القادة العرب سيصدرون بيان إدانة فى نهاية قمتهم للقرار الأمريكى حول الجولان المحتلة.... ذراً للرماد فى العيون !!.

وتَيَمُنا بتاريخ الحرب الضروس التى شنها التحالف العربى السعودى الأمريكى على اليمن والذى دشنته القمة السادسة والعشرين بشرم الشيخ ,صار التاريخ حاضراًوشاهد للعيان على تدمير بنيان الأقطار العربية بمباركة قممها التى تنعقد فى أِطار الجامعة العربية , وفى ضيافة الحكومة التونسية والرئيس السبسى يكون المهرجان الثلاثين الآن وفى الميعاد .

فى 31 مارس الجارى تنعقد القمة العربية وقد سبق مهرجانها ,أوسكار ترامب , حامى حمى ممالك ومحميات الخليج والحارس عليها نظير مئات المليارات الدولارية كل عام ,والفارد اجنحته على بعض الأنظمة العربية الأخرى يضمها كلما حاولت أن ترنو الى بصيص ضوء , ليعيدها كى تغيم مع سُحُب الصهيونية فى العالم العربى ,وأِلا الويل والثبور وعظائم الأمور تنتظر أقتصاديات هذه الدول ليحوم البوم والغربان يدمر أقتصادياتها فى كل مكان , فتعود تستغيث بالبنك والصندوق الدوليين ,ليمصوا دماء الشعوب على الدوام ,لتدوم الصهيونية وتتوسع الدولة العبرية .

أعلان ترامب جيىء به هذا العام ,ليدرك الكل مدى الطغيان لهذا السكير , الذى يستخف بعقول العرب من الشعوب ,ويتوائم مع حكامها فى مجون .

فى مسرحية هزلية فُتِحَ دفتر تدوين قرارته الصهيونية وَدُوِن بمداد بترولى أمتلىء به قلمه فكتب , وبصوت السكير يُهزِى " الجولان أسرائيلية وجزء من أراضى أسرائيل "كما اسماها .

فى أعتقادى أن أمريكا لم تجرؤ على الحرب الكونية على سوريا , اِلا لأن الجامعة العربية قد أنصاعت لأمريكا وأسرائيل , فجمدت عضوية سورية فيها , وهى الدولة المؤسسة للجامعة, ولم يجرؤ "ترامب"على الهزيان بقراره أعتبار الجولان جزء من أراضى أسرائيل حسب تعبيره, اِلا بعد أن عرقلت بعض دول الجامعة العربية المهيمنة على القرار فيها ,عودة سوريا الى الجامعة , وحضور الرئيس بشار أجتماعات القمة المنبثقة عنها .

هنا تصير الجامعة وقمتها الثلاثين المنبثقة عنها , قد صادرت على أتخاذ أى مواجهة فعلية- ولو ذراً للرماد فى العيون- تقف فى وجه ترامب تمسح قرارة الباطل اللاشرعى والمنتهك لشرعية القانون الدولى , وتزيل أحباره لتفضحه وتعريه , ليعرف العالم حجم الشذوذ الذى يعانيه .

ويُطرح السؤال .. كيف تكون للقمة العربية أن تناقش قرار يخص سوريا ,وقد غُيَبت عنه , ولم توجه الدعوة لرئيسها لحضور فعالياتها .
أذن يبقى السؤال لمصلحة من تنعقد القمة العربية الثلاثين بتونس؟

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس