بقلم / محمد قايد العزيزي
يعمد بل ينتهج المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث سياسة غير تلك السياسة التي يعرفها كل ساسة العالم عن المملكة المتحدة "بريطانيا" و المعروفة بسياسة (فرق تسد).. واستطاع النظام الحاكم "البريطاني" بهذه السياسة وعلى مدى قرون من الزمن التحكم بالعالم والسيطرة عليه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفي كل مناحي الحياة.. وكذا بالعملاء والفصائل والأجنحة السياسية أو الحزبية المهرولة والطامحة وراء مصالحها الذاتية بعيدا عن المصلحة الوطنية الجمعية وسيادة الأوطان.

المبعوث الأممي غريفيت يبدو في سياسته مختلفا عن كل سابقيه المبتعثين إلى اليمن، ففلسفته تقوم على سياسة التزريق والتزريق الآخر بين الأطراف المتصارعة والمتحاربة والمتطلعة لأجل السيطرة على السلطة وكرسي الحكم في البلاد ..

و بالطبع هذا البريطاني والمبعوث لليمن لا يستخدم في أسلوبه لهذه السياسة أية مرطبات أو عنف وصرامة.. وإنما يعتمد إساليب المداهنة والمراوغة والترضية لأجل التزريق عندما يرى أن أحدهما انصاع لرغبات ونهم وفرص هذا المبعوث الأصفر ليمكن الآخر من عملية التزريق ولو بشكل محدود.. وهكذا تستمر العملية وسط استمتاع المبعوث ومعه المستفيدين من هذا الصراع.

هذه السياسية الخطيرة التي ينتهجها المبعوث الأممي تتحاشى إدانة هذا الطرف أو ذاك أو حتى التلميح أو الإشارة التي قد تؤدي إلى انزعاج هؤلاء أو أولئك المتحاربين..  لكنه أيضا وفي ذات الوقت يتحين الفرصة المناسبة في غض الطرف لمن يستطيع التزريق للطرف الخصم.. فمثلا عندما تسنح الفرصة لطرف في الدخول إلى وسط مدينة الحديدة ومحاصرتها يأتي غريفيت ليمارس مع الطرف الآخر عملية التزريق في إيقاف الحرب والدخول في حوار وتجميد كل الإتفاقات لإتاحة  فرصة تزريق أخرى لأحد الأطراف في جبهة أو منطقة أخرى..

و هذا ما نلاحظه وتلاحظونه وقريبا ما نسمع وتسمعون عن عملية تزريق ستظهر هنا أو هناك تطبيقا لسياسة التزريق المعتمدة لديه وسرعان ما نسمع صياح وهجوم الطرف الذي استوجع من هذه العملية بالهجوم و التصريحات الصارخة على الفاعل غريفيت..

طبعا ما يرتكبه مارتن غريفيت في حق الأطراف الذي يعمل بينهم كوسيط من عملية تزريق أو اختراقات و تفاهمات غير مكتملة الأهداف و الأركان و الضوابط و المآلات و التفسيرات و عدم محاصرت النوايا الشريرة لدى الجميع و التي تفشل دائما و يكون المتضرر الأول و الأخير هو الشعب اليمني و هي في الأخير تتم على مرأى و مسمع الدول الراعية لعملية السلام و العالم و الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي الراعي الرسمي للتسوية السياسية و إنهاء الحرب و الصراع في اليمن .

تعلم كل الأطراف المتصارعة في اليمن خطورة هذه السياسة التي تدمر مقدرات البلاد  وتسفك دماء كل أبناء الوطن وتطيل المعاناة والحرب وتخدم أعداء اليمنيين وتمكن دول العالم والإقليم من العبث باليمن ومصالحه والسيطرة على كل شيء بعد دمار كل شيء و هذه في حقيقة الأمر مصيبة وجريمة وكارثة كبرى عندما يكون اليمنيون "المتحاربون" هم من يقومون وينفذون ويسهلون ويمكنون الأعداء من دولتهم وشعبهم ومقدراتهم و هم يعلمون كل هذا الإجرام بحق أبناء جلدتهم و أخوانهم ووطنهم .

و هنا أستسمحكم عذرا في أن اخاطب هؤلاء المتصارعين و العابثين بالبلاد بالقول يا خرفان السياسة و محبي السلطة والراكضون وراء المصالح وجمع الأموال والسطو على أملاك غيركم ألا تعلمون أن الشعب بكل فئاته ومستوياته الثقافية والاجتماعية فاهم ويعلم كل هذا التهور غير المحسوب منكم و سيأتي اليوم الذي يحاسبكم و يعاقبكم على كل هذه التصرفات والسياسات التي تمارسونها ضده..

ألا تحسبون أي حساب لذلك اليوم ..

استمروا في غيكم و هوايتكم ومغامراتكم حتى ذلك اليوم ..

لن نقول لكم تعلموا مما حصل لأسلافكم و ما يحصل في بلدان جيرانكم و كما يقول المثل اليمني " يا مدبرة اعتبري من مصائب جارتك " ِ

ختاما :

دعوني أدعوا و ابتهل إلى الله أن يشفي و يقيم عثرة الأستاذ محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء اليمني الأسبق صاحب العبارة المشهورة و نظرية سياسة التزريق عندما خاطب الشباب المحتج عليه في إحدى قاعات الاحتفال وقال كلمته المشهورة "زرقه لكم" وكان يقصد الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح أنه من حرض الشباب عليه.. التحية والتقدير لدولة الرئيس باسندوة.. و العاقبة والعبرة لساسة الصراع في اليمن.. و لا جاكم شر.

حول الموقع

سام برس