فكري قاسم
نيتشة : الإنسان الراقي ليس طفرة اوضربة حظ, بل مُرتهن بدرجة تطورالمجتمع.
قبل الوحدة كان يوجد في الجنوب نظام وقانون ومجتمع مُنفتح وقضاء لا تتئآكل في أدراجه قضايا الناس.
وماكانش في معاهم(زلط) ولا جنابي ولا بنادق ولا أسواق مكتظة بشوالات البطاط والطماط ، وبحركة البيع والشراء الرأسمالية أن صح تسميتها كذلك. وفي الجنوب كان الطابور وحده الذي يدفعك للأمام.وكل شيء بالدور.
في الشمال كان كل شيء موجود.. البطاط والطماط والبسكويت والمطر والبرد,عدا الطابور والقانون كانا – ولازالا حتى اللحظة - غائبين؟!
ذات يوم قديم بالمناسبة ، كنت في مقيل أحد الوحدويين اللصوص ، وسمعته يتحدث بثقة واضعا مقارنة الفضيلة بين النظامين (في الشمال والجنوب ) قبل الوحدة . وقال صاحبنا الفيلسوف بسلامة روحه «هجعنا ياضاك .. كانوا ميتين في الجنوب جوع ، يتحمدوا الله علينا . (حلوة هذه علينا).
وأضاف كمن يضع المفارقة التي قصمت ظهر العند : وبعدا شوف كيف (كانين) النسوان حقهم (مُقعِشات) بشعورهن.. وابصر كيفهن اليوم مُحجبات والحمدلله؟!
اللي نعرفه – تماما- ومش قادرين نقوله هو أن كل اولئك المشعوذين الذين جعثوا وحدوية الناس - في الجنوب وفي الشمال معا - كانوا ولازالوا يحاولون ان يعطوا لهذا الشكل من العبث,ولهذا الشُح في الضمير.. ملامح دولة ودين!
شكراً للفضيلة وللزلط والطماط والبطاط القادم من الشمال . وأكثر من ذلك ، شكراً للوحدة التي حجَبَت النسوان عموماً,وحجَبَت الرجال في بيوتهم كمان!...
لكن، وهو مجرد سؤال اهبل :هل يمكننا- مثلاً- أن نُطلِق صفة الفضيلة على من يسرق الناس ويتنكرلعهوده؟
لاأعتقد. ومع هذا ، يستطيع المرء - بواسطة القُبح - ان يصل الى أعلى السلطات .. لكنه لن يصل عبرها إلى المجد. وفي المقابل ايضا، يستطيع الملوحون بالانفصال أن يُشمِّتوا بـ(الدحابشة) الُمفرشين واصحاب العربيات واصحاب الدكاكين والمحلات الصغيرة .. لكنهم – في المقابل ايضا - لن يستطيعوا عبر ذلك ان يبلغوا درجاتٍ من الاحترام!

حول الموقع

سام برس