جميل مفرح
* ما أكثر من يتغنون بصنعاء ويصفونها ويعتزون بها وبجمالها وعراقتها.. خصوصا من المسؤولين والمعنيين.. ولكن يظلون في مكان المتفرج غير المعني.. والخوف أن يستمروا كذلك حتى تحدث كوارث إنسانية وتاريخية لهذه المدينة المظلومة بالإهمال.. فكل من له شأن بهذا الموضوع لا يتوانى عن الوصف والتغني والاعتزاز بجمال وتاريخية وخصوصية هذه المدينة.. والجميع يكتفي بالنظرة النفعية الإيجابية فقط عند الحديث عن صنعاء القديمة، ويفضِّل الاكتفاء بالحديث من هذا الجانب المضيء فيما يخصها.. ويتحاشى كثيراً فتح أية موضوعات تتضمن المشاكل القائمة أو المستقبلية، أو لا سمح الله الكوارث المتوقعة، لو انفرط العقد وحدث ما يجب أن يكون في الحسبان والتوقُّع لو استمرَّ الحال كما هو الآن..
* إن صنعاء الحبيبة اليوم تمر بوضع أكثر من سيئ ليس من ناحية مكانتها التاريخية ومظهرها الجمالي فحسب، وإنما أخطر من ذلك، فهي بمجملها تشبه إلى حد كبير الخرابة شبه المتداعية، فمعظم منازلها تقريباً تعاني الإهمال والقدم والبلى، وتهدِّد بالتداعي في أية لحظة على رؤوس ساكنيها.. إنها تنذر بما يشبه الكارثة لو حصل الأمر الذي يخشى منه نتيجة لما تعانيه أو تقابل به من إهمال خطير ومخيف، ليس من قبل سكَّانها كما يحاول أن يقنعنا البعض من المسؤولين والمعنيين، وإنما من قبل الدولة والجهات المختصة,, فما يعني السكان هو فقط السكن، ولا يعنيهم إطلاقاً ما تتميز به المدينة من تاريخية ومكانة حضارية..
* علينا جميعاً، وليس على سكان وأهل صنعاء وحدهم، عدم السكوت على ما يجري تجاه هذه المدينة العريقة من إهمال وتغاضٍ عن واقع هذه المدينة المرعب، سواء من ناحية مكانتها التاريخية، أو من ناحية ما يشكله وضعها الراهن من تهديد لكل من يقيمون تحت سقوف منازلها المغلوبة على أمرها.. ولا أدري لماذا لا تلتفت الجهات المعنية لهذا الوضع المخيف، أعني وضع تهديد السكان على الأقل، فهو جانب مهم للغاية أيضاً، وليس فقط جانب تاريخيتها.. فهل سيستيقظ المسؤولون والمعنيون ويتنبهون للوضع الراهن للمدينة قبل أن يحدث ما يجعل الجميع يعض الأنامل ندماً وحسرةً، وتتدخَّل في الموضوع حينها صيغ لو أننا...، ليت أننا...، لماذا لم...؟ كيف لم...؟
* أخيراً.. هي صرخة في رؤوس كل من لا يولون الموضوع ما يستحقه من الاهتمام، وإشارة إلى أن ادعاء البراءة والتبرؤ وإلقاء التهم والتخلص من المسؤولية لإلقائها على الآخرين بين الجهات والأشخاص والمسؤولين المعنيين، ليس الحل الأمثل لإنقاذ المدينة وأهلها، ويجب التأكيد على أن المدينة لا تعني سكانها وحسب، وإنما تعني الجميع ومسؤولية العناية بها والحفاظ عليها مسؤوليتنا جميعاً.. لأنها مدينتنا جميعاً، وجميعنا نفخر بها وبجمالها وتاريخيتها، وذلك جهد المقل من المواطنين والعامة، أما المسؤولون والمعنيون بالأمر، فهم من في أيديهم الربط والعقد، كما يقال، والمطلوب منهم أكثر من أن يكونوا كالعامة مجرد معجبين ومعتزين وفخورين..
* الزميل والصديق العزيز سميح المعلمي يستحق الشكر والاحترام لتحقيقه المميز في برنامج مشاهدات.. الذي تبثه قناة سبأ.. والذي حرك ويحرِّك المياه الراكدة في قضية الحفاظ على مدينة صنعاء القديمة.. والمخاطر التي تواجهها المدينة نتيجة للإهمال البالغ.. فله مجددا كل التحية والشكر الزميل سميح وللطاقم والقناة على ذلك المجهود المميز والفاعل.

حول الموقع

سام برس