عبدالله الصعفاني
من انتصر للوحدة اليمنية ولو بشطر كلمة سواء قبل تحقيقها في عام 1994م أو في الدفاع عنها في محطات الردة هو بكل تأكيد مساهم في الإنجاز ..ومادام صاحب إنجاز فإن من حقه أن يرفض كل شبهة تحاول النيل من الوحدة اليمنية أو تضع مسماراً في جذر شجرتها الوارفة..
• لهذا فالتحية لكل من رفض التوقيع على وثيقة بنعمر في صورتها الرديئة، هي تحية مستحقة بدليل أن تلك الممانعة التي أخذ حزب المؤتمر الشعبي رأس الحربة فيها كانت وراء ما طرأ على الوثيقة من تعديل بملحق خلص الوثيقة مما فيها من الأوبئة والأدران..
• تخيلوا.. وثيقة ينسب إنتاجها إلى مؤتمر الحوار الوطني تتعمد ضرب الشعب اليمني وجوهر إشراقته الوحدوية بألغام لا تكتفي بقسمة الرقم الواحد على ستة وإنما تترك نقطة العسل الوحيدة في الزمن العربي العلقم عرضة لعبارات ملغومة مثلت دعوات للحشرات الزاحفة والطائرة بأن تلوثها..
• إرضاء لدولة إقليمية قطرية اتخذت موقفا سلبيا من المبادرة الخليجية جرى تعمد اتكاء ديباجة الوثيقة على قرارين أمميين انتقاصاً غير بريء من المبادرة الخليجية التي لم يتم الإشارة إليها إلا بعد مرافعة وممانعة.. وفي هذا وحده ما يشير بكل الأصابع إلى نوايا سيئة..
• أما إذا تأملنا في حصر حقوق مواطني كل إقليم من الأقاليم الستة في أربعة حقوق تقل بستة حقوق عن تلك التي يتمتع بها المواطن الخليجي في كل دول الخليج فإن في ذلك دعوة استباقية لكل إقليم يمني قادم لأن ينتج من الضوابط والحواجز والممنوعات على القادمين من أقاليم أخرى ما يجعلنا نتحسر على زمن التشطير نفسه. • كل الاحترام للممانعة التي فرضت على هيئة رئاسة المؤتمر إصدار بيان أكد على أن مخرجات مؤتمر الحوار التي ستشكل محددات للعقد الاجتماعي القادم لن تتعارض مع نصوص المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومبادئها العامة، وأن الوثائق لا يمكن أن تؤسس لكيانات شطرية أو طائفية تنال من اليمن ووحدته واستقراره.. أما المؤمل فهو انتصار الرغبة الشعبية في رفض أي عودة إلى الشطرين بما يمثله من إذكاء لحرائق المسكونين بالحنين إلى زمن اليمنين..
• وإذا كان التوقيع على الوثيقة بعد إبطال مفعول ما فيها من التدمير هو إنجاز يحسب للجميع فإن موقف الأخوين أحمد الكحلاني وياسر العواضي لم يكن ليعطل التوقيع بقدر ما كشف عن إحساس بالوجع من مساعٍ طالما تذاكت والتفت ودارت على منجز يجب أن يبقى نقطة الإشراق في ليل اليمنيين.. وسماء العرب.


نقلا عن اليمن اليوم

حول الموقع

سام برس