عبدالملك العصار
ثمة تباينات طغت مجرياتها على الواقع القبلي والسياسي والديني ورسمت صورة جلية لكل المتناقضات التي تجتمع معطياتها في واحدية الهدف المراد تحقيقه وتفترق رؤاها عند أبجديات وملخص المضمون الذي يبين ويفسر لنا الأبعادالحقيقية للصراع ونزيف الدم اليمني في محافظة صعدة وعمران والجوف وحجة الذي أزهق الأرواح وشرد الأسر .. طال ضرره الأرض والإنسان في مؤامرة قذرة لازمت ترهاتها الشعب والوطن منذ قيام ثورة سبتمبر وأكتوبر وما قبلها . بيد أن لعنة (الشيخ) ومطاردتها (للسيد) أصبحت شبحا يطاردنا في حلنا وترحالنا ليحصد الأرواح ويسفك دماء الأبرياء ويلتهم الأرض اليمنية لتعميق جرح الجسد اليمني المكلوم الذي يعاني كل صنوف الظلم والقهر، يتجرعه طوال هذه السنوات المريرة بكل ما تحمله أيامها وساعاتها ودقائقها من الخوف والفزع والألم والحسرة نتيجة المؤامرة التي تستهدفه وتسعى الى تفكيك نسيجه الاجتماعي والعودة به الى سنوات الاستعباد الذي عانى منها في مرحلة من مراحل التاريخ اليمني بسبب طغيان جهوية (الشيخ) وتسلط السيد، وكان محل النزاع والصراع بينهما، ما جعل الشيخ يعلن ثورة التمرد والعصيان على ملكية السيد والإطاحة بها حتى يتمكن من توسيع سلطته ونفوذه لاستعباد الشعب وإذلاله تحت مظلة جمهورية الشيخ .
لا شك أن هناك ثأر قديم بين (ملكية السيد) و(جمهورية الشيخ) مع إنهما يشربان من ضرع واحد .. من ذات البقرة الحلوب .. يسارع الاثنان على كسب ولائها وثقتها.. الجميع يقدمون التنازلات وكل شيء يرخص لأجل ( سواد عيون بقرتنا الحلوب ) .. الأرض .. الإنسان .. أهم شيء كسب رضاها واستمرار رعايتها لـ "جهوية" الشيخ و"ملكية" السيد.. لا يوجد فرق بينهما فكلاهما وجهان لعملة واحدة .. الشيخ يقاوم للحفاظ على جهويته !! .. والسيد يعمل جاهدا على تقييض مساحة الشيخ واستعادة تسلطه .. حرب مصالح بينية تدميرية حطبها أرواح الشعب ومقدراته بدعم سخي من الأشقاء الأعداء.. رحلت ملكية السيد آنذاك من محافظة صعدة وحجة والجوف وبسط طاووس جمهورية الشيخ أجنحته على أنقاضها.. لكن ملكية السيد تحينت الفرصة وعادت بندقيتها لتسيطر على المتاريس التي نفذت فيها آخر رصاصة كانت في جيبها.
لقد شكل تعافي ملكية السيد وعودتها من الطريق التي رحلت منها خطرا على جمهورية الشيخ الأمر الذي جعله يحشد أتباعه ويرمي بنفسه إلى حظيرة الإسلام السياسي وطلب المدد من بقرتنا الحلوب كونه يدافع عن معتقدات هي أرادت ان تقيم شعائرها داخل الأرض اليمنية .. فما كان منها إلا أن زادت الفتيل إشعالا لتصل إلى مبتغاها ، الحرب الطائفية المذهبية لقتل اليمنيين والاستيلاء على ما تبقى من السجاد الذي تختبئ تحته الثروة !!.. وهو ما جعل الكثير منا يتساءل عن سبب سيلان الدماء وإزهاق الأرواح وتشريد الأسر وإحراق الأرض اليمنية وكذا اسباب الحرب التي تدور رحاها في صعدة وعمران والجوف وحجة !!.. لماذا ؟ .. ومن أجل من ؟.. ومن هو المستفيد ؟!...

حول الموقع

سام برس