سام عبدالله الغُـباري
مفاجأة.. لم يتنكَّر "وزير الداخلية" كعادته مُذ تسلَّم الوزارة وأولم لأهل الإعلام ينافقهم كي يرسموا عنه ملامح الخلفاء الراشدين!.. هذه المرة خرج بنجماته وطيوره ومرافقيه ومصفَّحاته، مخترقاً صفوف المحتجين الغاضبين من الجوع المفروض عليهم، وواجهه شاب متحمس لا يستطيع النفاق فصفعه على وجهه!!، ألا يستحق الأمر إشادة "جلال" القابع في "قصر الحمراء" موجِّهاً ومتأبطاً شر الحرس الرئاسي لهذا الوزير السعيد بحماية الوالد المرتعش من دخان الزفير الأسود!. مفاجأة أخرى.. أنا جائع..!، أتمنى أن تكونوا قد سمعتم بهذا المصطلح المزعج!، فيما تنظيم القاعدة يحوم حول مدينتي ليأكلني كصيد "حلال"!! وفوقي تتعاظم المطالب وتتسع الأفواه الجائعة، ومن تحتي تتوقف سيارة العمر الكادحة على رصيف المنزل بلا وقود منذ أسابيع، والسماء ترفض المطر وتفضُّ أيَّ تجمُّع مشبوه للسحاب المثقلة بهمومنا، فلا يسقط شيء سوى الرصاص والحَرّ والظلام ولعنات الغضب.. فأين المطر؟ في "صنعاء" أيضاً تتكدس أيام الثأر، كتلك التي تدفع بتاريخ الحساب اللعين لوجوه من لا يعرفون صراع الكبار السابق، وعليهم دفع فاتورة الانتقام بأعناقهم وأجسادهم.. فقبل أيام مات شاب ثار على السابقين ولم يذكره أحد.. فقد كانت "توكل كرمان" منشغلة بقضايا "الاغتصاب" في "مصر"!، مات كبقية الذين دخلوا قسراً إلى لحودهم، ودهشة الثورة تعلو قسماتهم، وعجلة التغيير تدهسهم، وسائقها يقهقه على رفسات وزرائه المصفَّحين. اسم هذا الشاب هو "تامر" اختفى بعد وصول مسيرة "الحياة" إلى العاصمة اليمنية قبل أعوام.. وظهر بعد أشهر مُقعداً وفاقداً للنطق.. كانت مليشيا "اللجنة التنظيمية للثورة المزعومة" تنتظر هؤلاء السائرين على أقدامهم بغضب، فجمعتهم إلى الظلام وساقتهم لمشانق التعذيب الثوري في زنازن الأرض المرتبطة بساحة الأحلام والسراب والربيع!!. كان "تامر" جائعاً، مثل هؤلاء الذين خرجوا للبحث عن الكهرباء والماء والبنزين الهارب من بين أصابع الوزير البطل!!، لم يعرف هذا الميت الجديد أين وصل الحال بتغيير اللئام الذي انضم إليه ببراءة فأسقاه الظالمون ضربات الوجع لينهار بين أيديهم وتصدمه سياط الثورة التي بدأت به كساذج صدّق عناوين الحماس والفخر. أيها القابع فوق كرسيك: لقد أزهق الإرهاب حياة أطباء "العرضي" ومرضاه، وتطايرت جثث شهداء الجنود النائمين في عنابرهم بفعل سيارات المكبرين بالجهاد، وفي "صعدة" تتسع حدقات السيد المراهق لبحث كيفية التهام "صنعاء"، وفي مدن الساحل تنضج جلود المؤمنين بعذاب وزرائك، وصوت صراخهم يعلو مآذن الصلاة فلا تسمعه ولا تسمعنا، ولا ترى إلا ما يرى نجلك ويسمع، حين ترك كل مصائبنا وكوارث الاشتعال الطائفي الذي ضرب "العراق" ويسعى قريباً لتكرار فوضاه في "اليمن" ليُـسمعنا صوت حريته الساخط، فينهب (قناة اليمن اليوم) التي ستعود من مكانها أو من بلاد أخرى.. فهي لم تسقط، ولن تنهار، وقد تحولت اليوم قناة للجائعين الذين كانوا غاضبين ذات عام مرير على "الرئيس السابق"، فضربتهم صدمة الموت ومطالب تحديد معايير واضحة للجوع وحقوق الفقراء التي يمكن أن ينتهكها "نجلك" المتخم بالسلطة ويدهسها بعجلة التغيير، وهناك من سيصفق له نكاية في "عفاش" كما صفقوا لك وصفقوا للحوثي نكاية به ورفعوا صور الرؤساء وجيفارا واستحضروا "الجن" ففجروا منازلهم وقصورهم وبالون ثورتهم المنتفخ..! أيها الرئيس: أنا غاضب للغاية، ليس لأنك أغلقت "اليمن اليوم"، بل لأنك لم تحترم كل الذين صرخوا في شوارع العاصمة بحثاً عن الخبز والوقود والنور، فأخطأت الطريق واعتقلت الهواء وحجبت السماء، ولم توجِّه وزيرك "الترب" لصفع مُهرب واحد أمام الناس كما صفع ذلك المواطن الضعيف في حضرتك وأمام سلطتك "المُـمدة" قسراً.. فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟!... والله المستعان.

نقلا عن اليمن اليوم

حول الموقع

سام برس