احمد عبدالله الشاوش
مثل هجوم الحرس الرئاسي على " قناة اليمن اليوم " صدمة كبيرة للرأي العام اليمني والاقليمي والدولي ، وتمرداً على القيم والمبادىء الديمقراطية ، ومصادرة لحرية الرأي والتعبير وتجاوزاً للدستور والقانون ، وتنكراً للقسم والشرف العسكري ، وأنقلاباً على مخرجات الحوار الوطني الهادفة الى تأسيس دولة المؤسسات !! ، حيث أظهرت كاميرات المراقبة لقناة اليمن اليوم بشاعة المشهد وهمجية الصورة ، وتجرد المنفذين لهذه المهمة القذرة لكل القيم وما صاحبها من احياء ثقافة الفيد والنهب والكراهية لمحتويات وأجهزة وشاشات الكترونية ، ووحدات الانتاج والاخراج ، وكاميرات التصوير ، وتكسير الادراج في عمل عدواني بربري مشين أشبه برعاة البقر .

لمصلحة من هذا الانتقام يافخامة الرئيس .. هل ستنام قرير العين بعد أن تجرأ الحرس الرئاسي على سرقة اليمن اليوم وممتلكاتها ، وبث الرعب والروع والفزع في نفوس منتسبيها ومشاهديها ومصادرة الحرف والكلمة وتكميم الافواة تحت ذرائع ومسوغات ما انزل الله بها من سلطان .. حقاً انه عصر الفوضى الخلاقة.

كان الاجدى بالامين العام للمؤتمر الشعبي العام ان كان هناك خلاف الرجوع الى اللائحة التنظيمية لاستخراج قراراً بالايقاف بالطرق والقواعد الديمقراطية .. وكان الافضل لفخامة الرئيس اللجؤ الى القضاء في حالة وجود تجاوزات طالما آمنا بالدولة المدنية الحديثة ،أو اللعب من وراء الكواليس والايعاز الى مختصين في وزارة الاعلام الى جانب الحرس الرئاسي لاتخاذ الاجراءات اللازمة " قرصة وذن " وأيقاف القناة والحفاظ على محتوياتها " وحماية الحرس الرئاسي للقناة لاتدميرها حتى يتم البت قضائياً ان كان هناك قضية . الا ان ذلك الاقتحام قد دُبر بليل لارضاء أطراف سياسيةو حزبية ومراكز قوى تعيث في الارض فساداً ، بدليل توافر ارادة القمع والتسلط لاسكات صوت الاخر ، ومهزلة المحرر السياسي تحت عنوان " والحليم بالاشارة يفهم " وماساقة من التخرصات وتغطية بعض وسائل الاعلام المسموعة والمقرؤة والمكتوبة والمواقع الالكترونية المؤدلجةالتي لاتؤمن بالديموقراطية قلباً وقالباً، وأنما تمثل أبواقاً تعمل آلياً بطريقة الدفع المسبق ، وربما في القريب العاجل تشرب من نفس الكأس . فهل آن الاوان بعد الفضيحة الكبرى اللجؤ في خلافاتنا الى القضاء بعيداً عن تصفية الحسابات ونظام المقاولة وتحييد وتهذيب وغرس المُثل العلياء في الحرس الرئاسي حتى لايتكرر الموقف مع اي وسيلة أعلامية أخرى أياً كان لونها أوطعمهااو رائحتها ، لكي لايتجرأ الحرس يوماً ما الى بيوت الحكام عابثاً بمقدراتها ومطارداً لولاتها وناهباً لمحتوياتها .. أملنا كبير .


حول الموقع

سام برس