محمد عزان
في الماضي تم ترقية عنوان الخلاف (الشيعي .. السني) إلى رتبة: (رافضي .. ناصبي)، وعاشت الأمة أوجاع ذلك الصراع عدة قرون، وعلى إيقاعه زرعنا الوان التخلف والشقاق، وحصدنا الضعف والتبعية.
واليوم نلاحظ أن ذلك الصراع المشؤوم يُمنح ترقية جديدة حيث صار برتبة : ( تكفيري .. مجوسي ). وكلا العنوانين يوحي بانعدام ثقة الناس بالعيش المشترك، بل وتصميم الفرقاء على إلحاق أكبر أذى ببعضهما.
نحن ندرك أن كلا فريقين لديه من المبررات ما يسلي بها نفسه، ويلبِّس بها على من يصغي إليه. ولكنه يتضح يوما بعد يوم أن عمليات استخباراتية دولية محكمة تقف خلف التهييج الطائفي الذي يضع مختلف صور الخصومة البشعة في سياق النِّقمة (الشيعية .. السنية)، كي تحفر عميقاً في ذاكرة الحقد الطائفي، وتدخل البلاد في "سايكس بيكو" طائفية مخيفة.
المؤسف أن كثيراً من المثقفين والكتاب والمحللين والدعاة، وقعوا في شِراك الخصومة الرعناء، فصاروا يتناقلون الأكاذيب ويتفاعلون مع المبالغات، ويضعونها في نفس السياق الطائفي المشؤوم.. وعن طريقهم تكتسب المصداقية عند جمهورهم، فتقع الكارثة، حين تجد المادة المصنوعة في الغرف السوداء طريقها إلى منابر الخطاب الديني، وأروقة القرار السياسي، وقاعات البناء التربوي.

حول الموقع

سام برس