بقلم عبدالرحمن بجاش
في هذا الهجير أو وسطه أو حين تلفح وجهك حرقة شموسه , لا بد لك أن تبحث عن واحة تلجأ اليها تتكئ على الشجن لتستعيد أنفاسك , يظل الغزل هو المتكأ الذي يشعرك بالحياة , تتجدد روحك , تخضر عيناك , يبلل غبشك بالطل والندى , ودخان الغمام , وأنظر لم خلدت حكايا وقصص العشاق , وانظر إلى ذاك الذي جاس بين الديار قيس ابن الملوح كيف يخاطب الجدران المغمسة بهمسات لعشاق , وأنظر كيف ارتبط الليل بحكاياهم , ونبض عروقهم (( أمر على الديار ..ديار ليلى ... أقبل ذا الجدار ...وذاك الجدارا ....... وما حب الديارشغفن قلبي ....ولكن حب من سكن الديارا )) , وأقرأ هذا البوح يرسله عاشق عبر أمواج الليل جلاب الذكريات , وكثيف الحب , ومطر الذكريات , يقول لها : حين قررت السماء أن تؤسس للجمال سكنا في الأرض خلقتي أنتي , يقول : إذا كان للعيون اسم فهي عيونك الناعسة , قلبي أعلن نفسه شيخ لكل العروش التي أنتي تاجها , الآن أعلنت للعالم أن ثمة ملكة جديدة تتربع على قمة الرغبة ...فازداد صهيل الكون , فقط هي اللحظة تجمح خيولي في صحاري الليل لالثم خدود روحك , وتخضر الصباحات تحتضن غبش فجرك زنينة مطر ....تبلل الأهداب وشفائف الارتعاش ,حبيبه.... أناديك لا يكفي ..أنتي عنوان هياج الريح حين يضاجع الأمسيات ....ويقبل وجه القمر ....حين تطلين تستحي النجوم ...تتوارى ويستقيل القمر فرحا بك تضيئين كل تخوم السماوات ...وليل الذاهبين إلى شواطئ الأمل ........ماذا أزيدك ..أصهلي فقط وكوني الهياج يتصالح الموج مع التموجات وتسافر البحار بحثا عن المرافئ , فقط اطلبي.... تتناثر الدموع أحرفا وكلمات ...أين أذهب أنا يا ليل العشاق ...أنت الليل جلاب الهموم .....بين المسافة والمسافة أنتي ....بين الضوء والضوء غبش وجهك ....بين الفرح والفرح تقعين أنتي ......بين القطرة والقطرة أنتي زنينة الله المطر ....وبين الغبش والفجر وجهك مبلل بالخضرة ....عدي الورود ...عدي المشاقر ...عدي أمواج البحر ...عدي قطرات المطر ...أنتي بين الرقم والرقم ....أخيرا نطقت ...قالت له : أحبك ......

نقلاً عن الثورة

حول الموقع

سام برس