أحمد عبدالله الشاوش
يتناسخ السياسيون كفئران التجارب ، فما ان تطفوا على السطح قوة سياسية جديدة حتى تهرول القوى الاخرى الى مهاجمتها ومحاولة تحجيمها والتشكيك في توجهاتها وإظهار عيوب البغلة فيها " على طريقة ماخبازة تحب خبازة في السوق .

ويظل التسلط والتفرد والمزايدة والاستقواء والتهميش والتآمر هو العامل المشترك لجميع القوى السياسية اليمنية التي تتشدق بالديمقراطية ومناخات الحرية منذ ثورة 26 سبتمبر وحتى اللحظة ، دون استثناء.. الديني والدنيوي .. التقدمي والرجعي ،، ولهذه النظرة القاصرة والعاهة المستديمة والرؤية العقيمة والثقافة المريضة ، ظلت قيادات الاحزاب الطاعنة في العمر مجرد " أصنام " تغرد في وادي وقواعدها تلف حولها " كجمل المعصرة " تحت تأثير الشعارات البراقة في واد آخر .

هذا اللهو والسراب شغلها عن مهامها الاخلاقية والتنظيمية والوطنية النبيلة المناطة بها في ممارسة العمل السياسي الايجابي ، وتفعيل البرامج والرؤى والغوص في محيط المعوقات ، ووضع الحلول الناجعة ، واستشراف المستقبل بعين ثاقبة وعقل راجح وروح عالية ورؤية صادقة ومتزنة بعيدة عن روح الانتقام ، لكسب ثقة المجتمع اليمني والتفرغ للبناء .. سواء كانت تلك القوى تمثل دولة ظل أو حاكمة .
لقد بليت اليمن بقوى سياسية تتوارث التبعية وتهوى الارتماء في أحضان الغير ، حتى صار السواد الاعظم من قادة العمل السياسي يسربلون في التبعية الاقليمية والدولية ويرضعون العمالة ، والواقع يجسد ذلك ، وباسترجاع شريط الذكريات نستلهم ما يؤكد ذلك ما قالة رئيس الجمهورية الاسبق القاضي عبدالرحمن الارياني رحمة الله عليه " بأن الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة " .. في ظل غياب ايمان حقيقي وهدف نبيل وثقافة تحصن الاجيال وانعدام القدوة والرقابة.

أثبتت الازمات والمحن أن جميع الطيف السياسي اليمني تهوى الهرولة والمزايدة في سوق النخاسة الدولي ، ويتجلى ذلك المشهد بصورة أوضح وأفضح ، السباق المحموم الى حرم السفارة الامريكية والسعودية والقطرية والبريطانية ،، وأداء مناسك العمالة والارتزاق التي ما انزل الله بها من سلطان ، والحش والحشوش والاستقواء ضد بعضهم البعض ، حتى أصبحت اليمن رهينة برجالها ونسائها وأطفالها وثرواتها بكل ما تعنية الكلمة ، للدول العشر ومجلس الامن ، والعم سام ،،،

مازلنا نتذكر الى وقت ليس ببعيد كانت فيه القوى التقدمية تحمل رؤية صادقة وتنظر الى السيادة الوطنية بانها خط أحمر ، وفي عصر العولمة والدولار والدينار والريال والسفريات والفنادق الخمسة نجوم تقايض مبادئها !! أما الاحزاب الدينية حدث ولاحرج ، وتحت يافطة الضرورارت وأجماع الفقهاء وخلطات الحريو كل شيء مشروع حتى لبن العصفور !!
ولهذا السقوط المريع لقيادات الاحزاب والدولة الفاشلة دفع الجميع ثمناً باهظاً وصارت اليمن بؤرة للارهاب وأضحوكة لدول وشعوب العالم وصار اليمني مهدور الكرامة في بلدة وبلاد الجن والملائكة ملاحقاً بتهمة الارهاب أو تطارده العيون هنا وهناك او مجرد فقير اوشحات في نظر الدول الاخرى ولاسيما دول النفط ، بسبب الصورة السيئة التي رسمها النظام والقوى السياسية المفلسة لدى دول العالم بغرض الابتزاز ، رغم ان اليمن غني بثرواته المتنوعة وموقعة ورجاله .

فهل يعي قادة العمل السياسي ماهم فيه غافلون ويوقضون ظمائرهم بترك المشهد السياسي لجيل الغد وألا يسرقوا عمر غيرهم ، ويكفي الى هنا ، مالم فأن " عجلة التغيير" ستدوس كل من في طريقها أياً كان من النظام القديم اوالجديد او المتسلقين على جماجم ودماء الثوار ولنا في " الحمر عبرة يا أولي الالباب" ؟.

shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس