أحمد عبدالله الشاوش
نودع العام 2014م بكل مآسيه وأحزانه واضطراباته, عام حلت فيه لغة الرصاص والمتفجرات والاغتيالات ورعب الدراجات النارية القاتلة التي تسببت في سيول من الدماء الطاهرة وإزهاق الأرواح البريئة التي لم تفرق بين طفل وشاب ورجل وامرأة.

عام حصد خيرة الحكماء والنبلاء والمثقفين والدكاترة وأصحاب العقول والمناضلين وفي مقدمتهم رموز المؤسستين العسكرية الأمنية .

عام طغت فيه ثقافة الخطف والذبح من الوريد إلى الوريد , ولغة الجزر والتصفيات الجسدية ,وصار التدمير والتفجير والتفخيخ عنواناً وشعاراً لمأزومي الداخل والخارج من تجار الحروب الوحشية المجردة من كل القيم الإنسانية النبيلة ,

وبمسوقات ومسوغات وتبريرات واهية ما أنزل الله بها من سلطان ,وإنما نتاج لعبة سياسية قذرة وثقافة عفنة دخيلة على المجتمع اليمني المسالم والمتسامح والمتعايش عبر التاريخ , حيث دلفت بها قوى الشر المحلية والإقليمية والدولية لتجعل من اليمن بؤرة للصراع والقتال والاقتتال والوصول إلى إحراق اليمن أرضاً وإنسانا في محاولة لتحويله إلى ميتم , ليحلو لقوى التآمر والشر العبث بثروات اليمن والتحكم في سيادتها وموقعها الاستراتيجي الذي حباها الله به.

ورغم كل المآسي والأحزان والرعب والمصائب , مازلنا نحن اليمنيين وسنظل نستشرف العام الجديد بتفاؤل كبير , وأمل لا يوصف , وثقة بلا حدود , وإرادة عالية نستمدها من قوة إيماننا بالله وما تبقى من رصيدنا الأخلاقي وقيمنا الفاضلة التي توجب علينا شرعاً وقانوناً وأعرافا التمسك بالثوابت الوطنية ، بعيداً عن المزايدة والمداهنة والمتاجرة , مفضلين الإخاء والعمل بروح التعايش والسعي الجاد نحو التسامح والتصالح وبناء النفوس والمشاركة في كافة وسائل التنمية , ونبذ الفرقة والكراهية والاستفادة من الدروس المؤلمة والأزمات والمصائب التي كادت أن تعصف باليمن السعيد, حتى يحل الأمن والاستقرار والسكينة وتستعيد اليمن عافيتها وألقها وتألقها في قطار الحضارة الإنساني.

shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس