بقلم/مطهرالاشموري
المسألة ببساطة أنه بات من المستحيل العودة إلى ماضوية مابعد 2011م أو إلى ماضوية ما قبل تحقق الوحدة اليمنية أو إلى ماضوية ما قبل ثورة سبتمبر أكتوبر.

وبالتالي فتنصيص إن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء يكون صائبا وصحيحا حينما لا يستعمل لتفعيل صراعات أو لاستخدام صراعي، وبالتالي فعجلة التاريخ إن عادت للوراء فليست لعودة إلى ما قبل 2011م ولا لعودة إلى ما قبل الوحدة 1990م ولا لعودة إلى ما قبل ثورة سبتمبر أكتوبر ولكنها عودة إلى شيء من حروب القرون الوسطى في أوروبا ومثل هذا مابات يقرأ في واقع ليبيا والعراق.
التاريخ هو الاستمرارية بحيث لا يتوقف ولا أحد يستطيع إيقافه وكونه في حركة دائمة ولا يتوقف فهوبالتلقائية حركي ولابد أن يتحرك للأمام أو للوراء ولكن في التراجع ليس مع شخوص أو أوضاع وتموضعات سابقة ولكن في أوضاع هي جديدة كمتحقق في واقع وهي من ماضوية شبيهة كما حروب القرون الوسطى بأوروبا.

البشر يصنعون التاريخ الإيجابي أو السلبي وليس التاريخ هو الذي يعود للوراء ولكن أفعال وتفعيل البشر قد تعيد شعوبا ومجتمعات للوراء كتاريخ سلبي صراعي وتدميري يسجله التأريخ كما هو.
مادامت الماضوية لن تعود بالشكل التي يريدها أي طرف وكل طرف فلا نحتاج لمزيد من الصراعات والدماء والدمار بل نحتاج إلى مصالحة وطنية واقعية وحقيقية نتوافق فيها على التعايش بدون انفراد واستحواذ وبدون نفي أو إقصاء وسنصنع تاريخا إيجابيا ونحس بثقة تحريك عجلة التاريخ للأمام.

ما أنجزته ثورة سبتمبر كثير وكبير جدا مقارنة بما كان عليه الحال في عهد الإمامة ومع ذلك فالصراعات على الحكم في ظل الثورة عطلت طاقات وأهدرت موارد والطبيعي أنه لو لم تحدث هذه الصراعات لكانت انجازات الثورة أكثر وأعلى أو أفضل.
كتبت ذات مرة بأن هذه الصراعات لم تمكن الثورة من تحقيق أفضل وأكثر كان بمقدورها فإذا كان ما أنجزته الثورة لم يعد يقارن بالحال والبؤس الإمامي فماذا لو لم تحدث الصراعات على الحكم وتحقق الأفضل للثورة ومن الثورة؟؟؟؟؟؟

البعض حينها من الأعزاء كأنما حاكمني وأصدر حكما بإماميتي فيما لمن يريد مقارنة طرحي بنا طرح من خلال أحداث 2011م ثم بماجرى في الواقع بعدها كفساد وتوقف للمشاريع التنموية ونحوه ولا يمكن لأي طرف ادعاء أو زعم أن أحداث 1986م بعدن أضافت لإنجازات الثورة أو هو إضافة.
تخلف وتطرف الصراعات هي دماء ودمار على حساب الواقع والوعي وهي ضد التطور والنهوض والتقدم حتى لو رفعت شعارات عنها أو عناوين منها.
ونحن بأمس الحاجة لتجاوز هذا التخلف والتطرف في الصراعات لنصل إلى توافق تاريخي وبوعي تاريخي مستقبلي في شروع ومشروع مصالحة وطنية يجسد إرادة ووعي الداخل وليتعامل مع إرادت الخارج بواقعية ووعي مصالح الداخل.

لا بديل غير أو أفضل من هذا غير بدائل الصراعات المتعددة والمتنوعة وكل مافي الأمر اننا قد نهدر سنوات في أشكال وأنواع مستويات صراعات حتى نصل إلى هذا الخيار ولكن كاضطرار.

حول الموقع

سام برس