سام عبدالله الغُـباري
يتحدث "بان كي مون" عن الرئيس "هادي" بأمل عودته إلى الحكم!، في ذلك القول احتمالان، الأول أن أمين عام الأمم المتحدة يعتقد أن "اليمن" إحدى دول الاتحاد الأوروبي!، والثاني وهو أقرب للتفسير : أنه يسعى إلى الفتنة فعلياً، مؤيداً خطورة تحركات مبعوثه "جمال بنعمر" الذي رقص فرحاً لإعلان الحوثيين الجنوني! -

اتهم "مون" في ختام اجتماعه مع ملك "السعودية" الجديد أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح بتدبير "الانقلاب" مع الحوثيين، متناسياً أن الإعلان الموصوف بالدستوري أراق دماء أكثر من 215 نائباً برلمانياً ينتمون لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه "صالح" وأحالهم إلى التقاعد بإعلانه الذي حل مجلس النواب، وجعل أمين الأمم المتحدة غير أميناً في حديثه المتهور بسبب أحادية المعلومات المقدمة إليه من مبعوثه التعيس فعمد إلى ترجمتها في تصريحات لا تساهم في الحل، بقدر ما تتيح مزيداً من العقوبات الجماعية على شعب صدمه إعلان الحوثيين البشع. - يجب أن يتذكر الجميع أن "بان كي مون" رفض خطاب الرئيس "صالح" الشهير أمام جمع غفير من أنصاره في مارس 2011م باستاد "صنعاء" الدولي قدّم خلاله مبادرة لحل الأزمة اليمنية تنتهي برحيله عن الحكم وانتخاب رئيس جديد، مطالباً إياه بالرحيل فوراً! - لم يأبه "مون" لشرعية ذلك الرئيس الذي دافع بعناد أسطوري عن خياره الانتخابي وإن في حده الأدنى بالتوافق على تفويض شعبي لنائبه "هادي" منحه شرعية القيام بواجب الأمة، غير أن المتوافق عليه سقط مستقيلاً بعد عام من انتهاء تفويضه الشعبي، وانقلاب الحوثيين عليه وعلى الدستور والقوانين وكل الثوابت التي كانت عقداً اجتماعياً استقر بحال اليمنيين طويلاً حتى جاءهم ويل الربيع. - لقد سلّم المؤتمر الشعبي العام ورئيسه "علي عبدالله صالح" الحكم عبر صندوق الانتخابات، وبإقرار برلماني لدستورية "المبادرة الخليجية" التي أنتجت تقاسم السلطة وأودعتها أمانة في يد المعارضين السياسيين وهم وحدهم من أساؤوا استخدامها وسلموها لفصيل آخر من شركائهم "الثائرين" رغم مساندة العالم ودعم "السعوديين" الباذخ لهم ولحكومتهم التي توحشت في إقصاء أنصار "صالح" وأعضاء حزبه من أعمالهم الحكومية، كما فعل بهم "الحوثيون" أيضاً ولاحقوهم على الدوام ليكونوا ضحايا الأفعال الثورية، وهدفاً لأصحابها المسلحين، وذلك الانقلاب الذي أيدته الأمم المتحدة قبل أربعة أعوام نكاية بوجود "صالح" ورئاسته كان سبباً لهذه النتيجة الجنونية التي جعلت "بان كي مول" يهرول من "نيويورك" إلى "الرياض" مكرراً مرة أخرى خطأه التاريخي وموجهاً اتهامه نحو "صالح"، وتلك هي الحماقة الكورية التي أعيت من يداويها. .. وإلى لقاء يتجدد.

نقلا عن اليمن اليوم

حول الموقع

سام برس