أحمد عبدالله الشاوش
تثبت التجارب التاريخية والسياسية أن لا قوة على وجه الارض تستطع أن تصنع السلام وترسي دعائم الاستقرار في أي بلد إلا بإرادة أبنائها وإيمانهم المطلق بالتعايش وانتهاج لغة الحوار والسعي نحو الشراكة الحقيقية المتحررة من التسلط أو اي تبعيه لبناء القاعدة الاساسية لتماسك المجتمع اليمني وتفويت أي مؤامرة ، والانطلاق نحو " حلم " الدولة اليمنية الحديثة التي ننشدها جميعاً .

0 ولهذا لم ولن تجد المحاولات الاقليمية والدولية الطامحة والطامعة او المتوارية تحت عباءة تهديد السلم الاجتماعي والدولي في إيجاد الحلول الناجعة بقدر ما تكون هناك ارادة صلبة وصادقة لجميع المكونات السياسية اليمنية الى جانب الضغوط الشعبية بالدفع نحو اقتناص فرص التصالح والتسامح لحماية النسيج الاجتماعي والحفاظ على الدولة ، بالسعي الجاد نحو التوافق والاتفاق ، والتنافس في تبني البرامج والخطط المُشرفة والمشرقة بعيداً عن الحماقات والانفعالات والحسابات الخاطئة التي من شأنها النفخ في كير الفتنة واستمرار الصراع والتجزؤ الى دويلات ونحل واحزاب وطوائف تؤمن بعبودية الاشخاص وتهلوس بحمى المذاهب السياسية والدينية ونزيف الدماء.

مازال كل منا يتذكر تلك المشاهد المروعة وتزعجه المآسي المحزنة منذ الربيع العربي ، لاسيما من فقد عزيزاً او فلذة كبده ، أو احد أقاربه وجيرانه من هول الفوضى واختلاف الرؤية واقتتال الاخوة ومدى الضحايا والدماء وتناثر الاشلاء والدمار الذي لحق باليمن ارضاَ وانسانا ، وماصاحب تلك " الازمة او الثورة " من سلبيات وايجابيات و سقوط قوى وصعود اخرى وتربص ثالثة وصمت اخرين نتيجة ضبابية وذهول المشهد.
ورغم تلك المشاهد إلا أننا في اليمن مازلنا وسنظل نعشق " السلام " ونؤمن به ، لا نه السفينة التي ستقلنا جميعاً الى بر " الامان " ، واعادة بناء ما دمرناه بأيدينا ، نتيجة التشنجات ، وترميم أوجاعنا وجراحاتنا، ولملمة ما جزأناه وتوحيد ما فككناه ، واستعادة الثقة في أنفسنا وتعزيزها لدى الاخرين ، طالما أستلهمنا الدروس من مآسي " العراق " و " سوريا " و " وليبيا " وغيرها من البلدان المضطربة .. واذا ما صدقنا مع الله وأنفسنا والاخرين وفعلنا قيمنا وضمائرنا ، وتجردنا عن الحقد والفجور والنفاق سلمنا وعشنا واجيالنا القادمة والاخرين في سلام .
shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس