د. صادق القاضي
على الذين يرون أن الحياة السياسية في اليمن أصبحت في كف عفريت، أن يتمنوا أن لا يرتكب العفريت الحوثي أيّ حماقة تتسبب في سقوط الحياة السياسية وتحطمها على الأرض.
نجاح أنصار الله في تجاوز المأزق، مطلب وطني، وأمنية وجيهة. وعلى الذين يتمنون غرقهم أكثر، أن يتدبروا الأمر جيدا، إذا غرق أنصار الله فلن يغرقوا لوحدهم. فشل "أنصار الله"، في هذه السياقات الحرجة سيغرق البلاد والعباد بأزمات من كل نوع وحروب على كل مستوى.

في المقابل فإن عدم فشلهم لا يعني بالضرورة نجاحاً، النجاح الحقيقي هو الخروج بأنفسهم وبغيرهم وبالعملية السياسية برمتها من وضعها الاستثنائي الراهن إلى وضع طبيعي ولو بالحد الأدنى من توافر عوامل الاستقرار والنمو.
نجاح الحياة السياسية في اليمن مرهون بارتفاع مستوى الأداء السياسي لكل الأطراف.. وهذا يعني بالنسبة لأنصار الله كسر عزلتهم المركبة المفروضة عليهم من قبلهم أو من قبل خصومهم. بل عليهم بالذات أن يكونوا أكثر استعدادا لرفع سقفهم السياسي، والانخراط في الحوارات والتحالفات السياسية وتقديم التنازلات الضرورية على الأقل من أجل مستقبلهم..

أتمنى بشأن أنصار الله لو أن كفاءتهم السياسية كانت بمستوى كفاءتهم القتالية، فكل نجاح مستقبلي ممكن مرهون بمدى قدرتهم على مواكبة المرحلةـ واستيعاب متغيراتها وأبعادها المعقدة.

حول الموقع

سام برس