بقلم / معاذ الخميسي
أي دين هذا الذي يبيح دمك وأنت في مسجد الله.. وأنت تصلي.. ترتل آيات القرآن الكريم.. تركع لله.. وتسجد بين يدي الله.. وتدعو الله.. تؤدي أحد فروض الإسلام.. تبحث عن الأجر والحسنات..وتطلب من الله الرحمة والمغفرة..والجنة..؟!

- أي دين هذا يا الله.. وعبادك يسارعون إلى تلبية نداء الصلاة.. يهرعون بعد الأذان إلى المسجد.. يتوضأون.. يستعدون للصلاة.. يصطفون.. يتراصون.. يؤمون وجوههم شطر بيتك الحرام.. يكبرون..ويسلمون أنفسهم إليك.. ويقرأون آياتك.. يخشعون.. يبتهلون..؟!

وقبل أن ينتهوا من صلاتهم.. قبل أن يكملوها.. تتطاير جثثهم إلى أشلاء.. وتخضب دماؤهم الأرض والجدران.. كباراً وصغاراً.. رجالاً وأطفالاً.. شوافع وزيود.. سنة وشيعة..!!
- يا الله.. عبادك يقتلون.. تقطع أوصالهم.. وهم في بيت من بيوتك.. وهم يصلون.. يركعون ويسجدون لك..

وهناك من يسفك دماءهم.. يحولهم إلى أشلاء.. فأين نذهب..؟ أين نصلي يا الله؟ أين نجد الأمان.. وبيننا من يصادره عن بيتك ومسجدك..؟!

- يا الله.. عند محراب صلاتنا ننسى الدنيا وهمومها ومتاعبها.. نطلق الحياة وقساوتها.. نتخلى عن الأحزان.. والآلام.. ونتجاوز وجع الأمن والأمان.. ونقطع كل اتصال بالدنيا ونتصل بك يا الله.. وليس هناك أكثر أماناً ولا هدوءاً ولا راحةً ولا اطمئناناً ولا سعادة أكثر من أن نكون في صلاتنا وركوعنا وسجودنا أمامك وفي بيت من بيوتك يا الله.. فكيف يأتي من يفجر.ويقتل.. ويسفك الدماء.. ويمزق المصلين إلى أشلاء..؟!
- هنيئاً لكل من لقي ربه وهو يصلي.. يرتل.. يركع.. يسجد.. يدعو.. يسأله الأجر والرحمة والمغفرة والجنة..

هنيئاً لكل من نال الشهادة.. وما أجمل وأحلى وأفضل أن تستشهد في بيت من بيوت الله.. وأنت تصلي.. وفي سجود!!

حول الموقع

سام برس