بقلم / حمدي دوبلة
هناك في مملكة أسرة سعود يوزعون منشورات تتضمن محاذير وإرشادات حول الأضرار العميقة التي قد تصيب المملكة وأمنها واستقرارها جراء قيام مواطن سعودي بتصوير وبث مشهد عابر لسقوط صاروخ يمني أو لجنود سعوديين وهم يولون الأدبار منهزمين أمام غارات الميامين من أبطال اليمن قليلي العدة والعتاد أو أي مشهد قد ينطوي على الهزيمة والتقهقر حفاظا على مايسمونه معنويات جيشه المنهار وسعيا لتحقيق انتصار معنوي ولو حتى بواسطة ألعاب الفيديو الخاصة بالأطفال والمراهقين.

مقابل هذا الحرص والتكتم في الداخل السعودي نجد قنوات العدوان تخصص خدمة"أنا أرى" لليمنيين لتحميل وإرسال ما التقطته عدسات وكاميرات هواتفهم من اليمن لبثها على العالم علها تساهم في تحقيق النصر المنشود.
مفارقات عجيبة ومضحكة حد البكاء تتحفنا بها يوميات العدوان المتواصل على اليمن منذ قرابة الستة أشهر ..وكم يستفزك ذلك الفلاش التلفزيوني الذي تبثه قناتا العربية والحدث للطيارين المشاركين في العدوان وهم يعودون متأنقين ببزاتهم العسكرية إلى فللهم وقصورهم سالمين غانمين ياخذون بالأحضان أطفالهم الفرحين بعودتهم المظفرة من مهمة قتل الأطفال وأمهاتهم وآبائهم في اليمن وتدمير بيوت ومقومات الحياة الإنسانية في هذا البلد الفقير.

مفارقات وتناقضات تثير الغثيان وترهق المشاعر ومنها مايندى له جبين الإنسانية فعندما ينبري نظام سياسي كنظام أسرة سعود الغارق من أذنيه حتى أخمص قدميه في الفساد والأخطاء ومصادرة حقوق وحريات شعبه وحتى هوياتهم الثقافية والاجتماعية والحضارية ليدافع عن شرعية وحرية الشعوب الأخرى ويفوُض نفسه وكيلا شرعيا لتلك الشعوب وصاحب حق للتفكير نيابة عنهم ومقررا لمصائرهم ومحددا للأنظمة السياسية الأخرى التي عليها أن تعود إلى سدة الحكم والتي عليها أن ترحل فورا مادام أنها لا تروق له ولا تتماشى ومزاجيته وبعنجهية وغطرسة غير معهودة في سياسات الدول حتى تلك التي قُرنت طويلا بانتهاج أساليب التعالي من الدول العظمى التي حاولت ولا تزال إخفاء استكبارها وتدخلاتها السافرة في شؤون الدول والشعوب بشيء من الدبلوماسية والشعارات البراقة عن حق الشعوب في الحرية والكرامة والعيش الكريم واختيار حكامها وأنظمتها بطرق ديمقراطية شفافة.

ومن المفارقات الغريبة كذلك أن يطل علينا بعض الأغبياء والمغفلين هنا أحزابا وأفرادا وهم يحاولون إقناعنا بأن الجارة الكبرى تحاول التكفير عن خطاياها وعن كل ما اقترفته من جرائم في حق اليمن وشعبه منذ إنشائها قبل عقود من خلال حربها الحالية الهادفة إلى القضاء على مراكز القوى والنفوذ وتهيئة الأجواء الملائمة لإقامة دولة حديثة مهابة الجانب مستقلة بقرارها الوطني وصاحبة الحق الكامل في استخراج ثرواتها الطبيعية واللحاق بركب الدول المترفة في الجوار دون منغص من أحد.

حول الموقع

سام برس