سام برس
يصف أهل جنيف مدينتهم بأنها تقع في قلب أوروبا، الذي يطل من جانب على بحيرة جنيف، ومن الجانب الآخر على أعلى جبل أوروبي، وهو «مون بلان». وهي ثاني أكبر مدينة سويسرية، والعاشرة دوليا في عقد المؤتمرات الدولية. وهي أيضا مدينة دولية، حيث تستضيف الكثير من منظمات الأمم المتحدة، مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية، ويفوق تعداد الأجانب فيها المواطنين السويسريين. وتمتاز المدينة، مثل مدن سويسرا الأخرى، بأحد أكثر نظم المواصلات العامة كفاءة في أوروبا. وتستضيف جنيف نحو 200 منظمة دولية.
ويصل مطار جنيف الدولي المدينة بنحو 130 جهة سفر حول العالم، كما أنه يعتبر مركزا لشركات الطيران الرخيص أيضا. والوصول إلى جنيف من أي مكان في أوروبا سهل عبر القطارات أو السيارات. وتستغرق الرحلة بالقطار من باريس نحو ثلاث ساعات فقط. وتوفر المدينة مواصلات مجانية من المطار إلى قلب المدينة، وهي رحلة قصيرة لا تستغرق أكثر من ست دقائق. كما تمنح فنادق جنيف لضيوفها بطاقات للتنقل مجانا على مختلف المواصلات العامة.
ويصل تعداد المدينة من السويسريين نحو 190 ألفا يتحدثون اللغة الفرنسية في معظمهم. ولكن اللغة الإنجليزية معتمدة أيضا في المجال العملي والسياحي وفي المؤتمرات. وفي شوارع المدينة يمكن سماع مختلف اللغات الأوروبية وأيضا اللغة العربية. وتستخدم سويسرا الفرنك السويسري، ولكن اليورو مقبول في كل مكان أيضا.
وبالنسبة للمسافر العربي تعتبر سويسرا ضمن منطقة شنغن، ولذلك فإن التأشيرة الأوروبية تكفي لزيارة جنيف وأنحاء أوروبا الأخرى. ولدى المدينة العديد من المزايا التي تسوق بها نفسها سياحيا، منها القدرة على عقد مؤتمرات بحجم كبير، ومواصلات عامة مجانية للمقيمين في فنادقها، وأقل نسبة من ضرائب القيمة المضافة لا تزيد على 8 في المائة. مع قدرة فندقية جيدة، حيث تستوعب المدينة نحو 118 فندقا (منها أكبر فندق في سويسرا) وتسعة آلاف غرفة فندقية.
وهي أيضا واحدة من أجمل المناطق الجغرافية في أوروبا، حيث تطل على بحيرة جنيف، وعلى سهول خضراء وجبال يكسو قممها الجليد طوال أشهر العام. وهي تجذب السياح إليها طوال فترات العام، وتقدم لهم العديد من المعالم السياحية. وتقول وزارة السياحة السويسرية إن هناك بعض المعالم التي يجب على زوار جنيف مشاهدتها أو تجربتها. ومن هذه المعالم:
* نافورة جنيف
* تقع في وسط البحيرة وتدفع بالمياه إلى ارتفاع 140 مترا في الهواء. وأفضل مواقع مشاهدة النافورة تكون من زورق في البحيرة أو من على شاطئ «بان دي باكي». ويمكن من البحيرة مشاهدة قمة جبل «مونت بلان».
* الحي القديم في المدينة
* وهو مليء بالشوارع الضيقة والمباني التاريخية التي يعود عمر بعضها إلى القرون الوسطى.
* حدائق جنيف العامة
* تنتشر في المدينة نحو 50 حديقة عامة بمساحات شاسعة تبدو وكأنها رئة المدينة التي تمدها بالهواء النقي. وتنتشر الحدائق على ضفاف البحيرة. ويجد زائر جنيف حديقة أثناء تجواله في أي ركن من المدينة، وهي مساحات خضراء توفر الهدوء والسكينة للسكان والسياح على السواء.
* قصر الأمم
* وهو المقر الأوروبي للأمم المتحدة، ويعد مركزا حيويا للدبلوماسية في العالم. وتفتخر سويسرا بأنها تقوم بدور مهم في مجال حقوق الإنسان وإنقاذ ضحايا الأزمات والحروب، ضمن جهودها للمحافظة على السلام العالمي.
* المتاحف
* تستضيف جنيف أيضا مجموعة كبيرة من المتاحف الفنية، وفيها أكبر مجموعة سويسرية من أعمال الفن المعاصر. هذا بالإضافة إلى الكثير من المعارض وصالات العرض الخاصة. وتوفر منطقة «بان» للمتاحف مكانا مناسبا أيضا لقضاء الوقت بين أروقة الفن ومطاعم ومقاه حديثة تنتشر في المكان.
* منطقة كاروج
* توفر مناخا بوهيميا، حيث ينتشر فيه الفنانون والحرفيون، في ميادين مغطاة لها الطابع الإيطالي مع مقاه ومطاعم تعمل طوال الليل والنهار.
* موقع ولادة الساعات السويسرية
* وهو شارع «رو دو رون» حيث تنتشر منافذ بيع الساعات السويسرية بأنواعها، بالإضافة إلى المجوهرات. وهي بوتيكات تتميز بجمال العرض والتصميم وتناسب كل الأذواق.
* فنادق جنيف المطلة على البحيرة
* وهي توفر تجربة لا تنسى في عشاء ساهر أو شراب دافئ في مناخ فاخر ووثير وجلسات شاعرية لا تتكرر في أي مكان آخر.
* رحلة إلى جبل «مونت ساليف»
* بعد رحلة بالباص إلى الحدود الفرنسية يمكن تجربة «التلفريك» من أجل رحلة معلقة على كابلات تكشف معالم المنطقة كلها. ويتوجه بعض الشباب إلى هذه المنطقة من أجل ممارسة رياضاتهم المفضلة، مثل الطيران الشراعي وركوب الدراجات الجبلية.
* حياة متميزة
* ومن يذهب إلى جنيف سوف يتعرف على نوعية حياة متميزة وهدوء وسكينة غير متاحة في أي مدينة أخرى. ولعل ذلك السبب الذي يجعل الكثير من الفنانين الزائرين لها ينتهي بهم الأمر إلى البقاء في المدينة مدى الحياة. وهي تقع ضمن أفضل 10 مدن في العالم في أسلوب المعيشة. وهي تجمع جوانب الثقافة والتسوق والاستمتاع بالطعام والشراب ونوعية متفوقة من الفنادق ومنشآت السياحة وشبكة مواصلات جيدة وحدائق مترامية الأطراف، وجلسات ذات مشاهد خلابة.
ويمكن للزائر أن يقضي في جنيف عدة أسابيع أو عطلة نهاية أسبوع، وفي كل الأحوال سوف يجد ما يشغل وقته في جنيف. ويمكن التعرف على معالم المدينة على دراجة يقودها سائق، أو الجلوس على شواطئ البحيرة خلال فترة الصيف، أو الإبحار في زورق على البحيرة أو على نهر الرون. يمكن أيضا زيارة الأسواق الشعبية والتعرف على مبيعاتها، أو الانطلاق في ريف المدينة على دراجة هوائية. وفي المساء يمكن التمتع بوجبات سويسرية مثل «فوندو» التي يتم خلالها طهي قطع اللحم على المائدة في الزيت المغلي.
وتوفر بعض مطاعم جنيف عروضا موسيقية أثناء العشاء، ويشارك فيها زبائن المطعم في التشجيع والغناء. كما تقدم بعض المطاعم الحديثة وجبات متجددة تتكون من عشرات الأطباق التي يجري طهي بعضها بألسنة اللهب على المائدة.
* أحداث صيفية
* وتنظم جنيف في شهر يونيو (حزيران) من كل عام أكبر سباق لليخوت في أوروبا اسمه «بول دور»، كما تنظم في الشهر نفسه مهرجانا موسيقيا يستمر ثلاثة أيام تتحول فيه كل جنيف إلى مسرح موسيقي. ويمكن للزائر أن يستمع إلى كل أنواع الموسيقى الكلاسيكية والحديثة.
أما في أغسطس (آب) فيتم تنظيم مهرجان جنيف، وهو حفل صاخب يستمر لمدة أسبوع كامل، وتعقبه ألعاب نارية هي الأفضل في أوروبا.
ويمكن أثناء الإقامة في جنيف تعلم اللغة الفرنسية التي تقدمها مختلف المعاهد الخاصة، بالإضافة إلى جامعة جنيف ومدارس تعليم الكبار. وهناك العديد من الجامعات في جنيف يتم التدريس فيها باللغة الإنجليزية.
أثناء الإقامة في جنيف يمكن زيارة المنظمة الأوروبية للبحث النووي، التي تعرف محليا باسم «سيرن»، وهو مركز يقع في ضاحية مايرين خارج جنيف. ويبحث المركز في أصل المادة ويقوم بتجارب على اصطدام الذرات والجزيئات في نفق قطره 27 كيلومترا يمتد عبر الحدود الفرنسية، ويحمل لقب أكبر آلة في العالم. ويحاول مركز «سيرن» الإجابة على الكثير من الأسئلة الفيزيائية، وهو ينظم معرضا مفتوحا للجمهور ويشرف على جولات في أرجائه.
* أهم المشتريات
* تشتهر جنيف، وسويسرا عامة، بأنواع الشوكولاته الجيدة والهدايا. كما أن الساعات السويسرية متاحة بمختلف أنواعها؛ من الساعات الرخيصة وحتى الساعات المرصعة بالجواهر والماس. ولكن معظم الملابس المتاحة في سويسرا مستوردة وغالية الثمن، ومن الأفضل تجنبها. وفيما تنتشر ساعات الحائط المزركشة بمشاهد من الريف السويسري فإن معظمها صناعة صينية. ولكن السكاكين السويسرية متعددة المهام ما زالت تصنع محليا، وهي من المشتريات السويسرية المفضلة.
وتعد جنيف من أكثر المدن الأوروبية أمنا، ولكن بعض الحرص على المتعلقات الشخصية مطلوب، حيث تنتشر أحيانا جرائم السرقة الانتهازية. وتنصح وزارة السياحة السويسرية بتجنب المنطقة التي تقع بجوار محطة القطارات الرئيسية أثناء الليل، حيث يتجمع أحيانا بعض العصابات ومروجي المخدرات.
وتنتشر مقاهي الإنترنت ونقاط الاتصال الإلكتروني (النقاط الساخنة) في العديد من مناطق المدينة وفي الفنادق. كما يجب ملاحظة أن المتاحف تغلق قبل 15 دقيقة من موعد الإغلاق الرسمي، وتطلب من الحضور مغادرة المكان قبل موعد الإغلاق بنصف ساعة. وهي الناحية الوحيدة التي لا ينضبط فيها السويسريون بالتوقيت.

حول الموقع

سام برس