بقلم/ عاصم السادة
لن تهدأ عواصف الحرب الدائرة في الوطن العربي ولن تجدي المبادرات المقدمة كحلول سياسية هنا وهناك أكان من الامم المتحدة او مجلس الامن ما لم يتحاور الضدان ايران والسعودية ويتفقان على مبادئ ومحاور معينة يلتزم بها الجانبين لإنهاء صراعهما في المنطقة.

وما غير ذلك ليس إلا مسكنات وقتية سينتهي مفعولها في اي وقت ويعود الجميع الى ذات المربع الاقتتالي الدموي تحت مسميات مذهبية وطائفية وستنطحن المنطقة برمتها وستصل كرة النار الى الدول العربية التي لم تكتوي بعد بذات الداء.!!

يتطلب امر جمع (السعودية وايران) على طاولة الحوار الى قرار دولي شجاع تتبناه الدول الكبرى وكذا عربية خاصة من داخل مجلس التعاون الخليجي بحيث يكون لها دور ايجابي في وضع حد للتأجيج والتأليب ضد الاخر على حساب الشعوب العربية والذي قد ينعكس سلبا عليها وستزداد حدة الانقسامات على اسس مذهبية وطائفية )سني-شيعي( في المنطقة ككل.

من يعتقد ان التفاوضات والمشاورات بين الخصوم السياسيين التي تنعقد في جنيف او الكويت او اي مكان اخر ستكون محور الحلول لإنهاء الازمات في اليمن وسوريا والعراق وليبيا فهو يفكر سطحيا في اساس المشكلة ومكمن الخلل الذي من المفترض ان يتم معالجته جذريا وبالتالي فان احتواء الصراع "السعودي الايراني" سينعكس ذلك مباشرة على الخصوم السياسيين المتناحرين والمحسوبين على التيارين في الوطن العربي للالتئام تدريجيا تباعا لأي اتفاقات سيبرمها الجانبين الرئيسيين واحداث توازنا عادلا للمعادلة السياسية الشرق اوسطية.
بدأت السعودية تفكر بنفس التفكير الايراني وذلك في خلق حالة ثورية مضادة لمجابهة "ولاية الفقيه" اذ ظهرت جليا في انطلاق مؤتمر المعارضة الايرانية في باريس انها وراء وجود هكذا معارضة من خلال الكلمة التي القاها تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية السابق امام جمع المعارضة الايرانية الذي تتزعمه مريم رجوي وبحضور شخصيات عديدة من مختلف دول العالم العربي والاجنبي.

فالسعودية دائما ما تشير الى ايران بانها وراء زعزعة الامن واثارة الفوضى في بلدان المنطقة العربية لاسيما البحرين واليمن وسوريا والعراق وذلك من خلال تصدير الثورات اليها بنفس مذهبي بهدف احكام سيطرتها على اهم المواقع والمنافذ الاستراتيجية التي تمثل العصب الاقتصادي لدول العالم بالإضافة الى زرع اذرع لها في المنطقة بغرض توسعي.

وبالتالي فان الدولتين (السعودية وايران) تتجنبان المواجهة في خوض حرب عسكرية مباشرة بينهما فنجد ان كلامها يلعبان على وتر (الحروب بالوكالة) في توظيف الاعداء لكل منهما ضد الاخر ومسرحها الدول العربية.!
ان استمرار هذا التفكير غير المنطقي من الطرفين لن يخدم احد في نهاية المطاف ولن يكون هناك منتصر ومهزوم اطلاقا بقدر ما هو اراقة للدماء وتبذير في المال العربي واضعافاً للقوى الاقليمية وتدمير ما تبقى من حياة تدب في الوطن العربي..

وفي الاخير المستفيد الوحيد من هكذا حرب هم "تجار السلاح".!
وكما ذكرت انفا ان فتح قنوات حوار بين "السعودية وايران" وتطبيع العلاقة بينهما بات امر في غاية الاهمية لإنهاء التوترات والازمات في البلدان العربية وتجاوز حالة المقامرة العبثية.. وهذا هو مفتاح الحل الرئيس في حلحلة الازمات في البلدان العربية.



حول الموقع

سام برس